Résumé:
سنقوم في هذا البحث بالنظر في الحجاج من خلال خطاب نوح –عليه السلام- مع قومه. فمن
المعروف أن دعوة الرسل إلى الإسلام كانت تهدف دائما إلى إقناع أقوامهم بالحجة والدليل لا بالسيف والنار،
ولذلك تعتبر سيرة الأنبياء وجدالهم مع أقوامهم محاولة إخراجهم من الظلمات إلى النور، مجالا خصبا لمختلف
عمليات الحجاج، وكما أن الرسل يدعون الناس إلى دين الله المؤدي -بإذنه- إلى الجنة، فإن الشيطان يدعو متبعيه
إلى الضلال المؤدي إلى النار والعياذ بالله ؛ فهي إذن معركة حجاجية بين الخير والشر، بين الإيمان والكفر، بين
المؤمنين بالله عز وجل ومتبعي إبليس عليه اللعنة.
وفي هذا الصراع الأبدي لابد أن تظهر الكثير من الحجج لدعم هذا الموقف أو ذاك، كما أن هذه الحجج
لذيها ما يسندىا ويؤازرها من الوسائل البلاغية واللغوية وغيرها، كما يميل أطرا الحجاج إلى استعمال استراتيجيات
معينة من أجل الإقناع والغلبة.