استخدام مواقع التواصل الاجتماعي و علاقته بتشكيل الوعي البيئي

Abstract

لقد أدى التطور التكنولوجي الحاصل في جميع الميادين الإنسانية، إلى ايجاد صفات وميزات جديدة ضمن عصرنا الحالي، خصوصا ما يعرف بالآنية والتفاعلية وسرعة الحصول على المعلومات وأهم المستجدات، إذ تعتبر الأنتيرنت أبرز ما يميزه وذلك لما لها من إيجابيات عديدة خاصة في مجال الإعلام والاتصال، أهمها ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وخدماتها في مجال التوعية والتعليم وتوجيه أفراد المجتمع بعدة قضايا أهمها البيئة، فالبيئة بدورها تعتبر قضية مهمة تناولتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع " فيس بوك" فهناك العديد من المجموعات والصفحات الناشطة عبر هذا الموقع والتي تهتم بالشأن البيئي وتنشر مختلف التوجيهات والإرشادات في التعريف بالبيئة ومشكلاتها ونشر ثقافة المحافظة عليها. وفي هذا الشأن جاءت دراستنا الموسومة تحت عنوان: "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بتشكيل الوعي البيئي"، التي تبحث عن الدور الذي يلعبه موقع " فيس بوك" في تشكيل الوعي البيئي لدى الطلبة الجامعيين من خلال دراسة ميدانية على عينة من طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل. ومن أجل معالجة هذا الإشكال قمنا بطرح مجموعة من الأسئلة الفرعية المساعدة، حيث يهتم التساؤل الاول بالكشف عن عادات استخدام طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل لموقع "فيس بوك" ، وتكشف باقي التساؤلات عن أسباب ودوافع هذا الاستخدام، بالإضافة إلى الحاجات والاشباعات المحققة، ومعرفة مدى مساهمة هذا الموقع في التعريف بقضايا البيئة ومشكلاتها، وكذلك محاولة معرفة مدى مساهمته في نشر الثقافة وتشكيل الوعي حول البيئة وكيفية المحافظة عليها. إن اختيارنا لهذا الموضوع لم يكن بمحض الصدفة وإنما كان بدافع مجموعة من الأسباب أهمها: أهمية الموضوع، والتي تكمن في أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في نقل وبث الأخبار والمعلومات ونشر الأفكار وتشكيل الرأي والوعي في مختلف المواضيع والميادين،كما ترجع أهمية الموضوع أيضا، إلى جدية وحساسية موضوع البيئة ومشكلاتها على المستوى العالمي وربطه بأهم ما يميز العصر وهي مواقع التواصل الاجتماعي وتبيان دوره في معالجة إشكالية الدراسة بالإضافة إلى حداثة الموضوع والمتمثلة في حداثة تكنولوجيا الإعلام والاتصال وخاصة منها مواقع التواصل الاجتماعي، ودورها في نشر وتشكيل الوعي في مختلف المجالات الإنسانية، وللتعمق في دراسة الموضوع سطرنا الأهداف التالية: " معرفة عادات ،أسباب والدوافع والكشف عن طبيعة الاشباعات المحققة لدى طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل من جراء استخدامهم لموقع " فيس بوك". " معرفة الدور الذي يلعبه موقع" فيس بوك" في بلورة وتشكيل الوعي البيئي بالنسبة لطلبة قسم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل. " معرفة كيفية مساهمة موقع " فيس بوك" في تعريف الطلبة الجامعيين بقضايا البيئة ومشكلاتها بالنسبة لطلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل بالإضافة إلى مدى مساهمته في نشر الثقافة وتشكيل الوعي حول البيئة وكيفية المحافظة عليها. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف اعتمدنا في هذه الدراسة الوصفية على منهج المسح الذي يهدف إلى التعرف على الظاهرة المدروسة من خلال العلاقة الرابطة بين العناصر المكونة لها، وضمن حيزها الطبيعي وخلال ظروفها الحالية. ونظرا لكبر حجم مجتمع الدراسة قمنا بإجراء معاينة وخلصنا إلى اختيار العينة الطبقية المتناسبة والمكونة من 145 مفردة من طلبة قسم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل معتمدين في جمع المعلومات على أداة استمارة استبيان التي قسمناها إلى ست محاور أساسية، حيث يتناول المحور الأول البيانات الشخصية للمبحوثين في حين يتضمن المحور الثاني عادات استخدام المبحوثين لموقع "فيس بوك"، أما المحور الثالث فيحتوي على أسباب ودوافع استخدام عينة الدراسة لهذا للموقع ذاته، بينما يكشف المحور الرابع الحاجات والاشباعات المحققة لدى المبحوثين، أما المحور الخامس فيتحدث عن ما إذا كان موقع "فيس بوك" يساهم في التعريف بقضايا البيئة ومشكلاتها، ويتقصى المحور السادس عن مدى مساهمة موقع "فيس بوك" في نشر الثقافة وتشكيل الوعي حول البيئة وكيفية المحافظة عليها. وبعد جمع البيانات وتبويبها وتحليلها ثم تفسيرها توصلنا إلى جملة من النتائج أهمها: " اختلاف وتعدد عادت استخدام طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة جيجل لموقع "فيس بوك" وكذا تباين أسباب ودوافع هذا الاستخدام حسب الحاجات والاشباعات التي يحققها لهم هذا الموقع. " المساهمة الإيجابية لموقع "فيس بوك" في تعريف طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال بقضايا البيئة ومشكلاتها، وكذا مساهمته في نشر الثقافة وتشكيل الوعي حول البيئة وكيفية المحافظة عليها. " الدور الإيجابي الذي لعبه موقع "فيس بوك" في نشر الثقافة وتشكيل الوعي البيئي لدى طلبة قسم علوم الإعلام والاتصال. " وخلصنا في الأخير أنه لاتوجد فروقات ذات دلالة إحصائية ولا علاقة ارتباطية بين استخدام المبحوثين لموقع "فيس بوك" وبين متغيرات الجنس ومقر الإقامة أو من بين السن والمستوى الدراسي والشيء نفسه متغيري كيفية ومدة الاستخدام.