Résumé:
تميزت الدراسات اللغوية الحديثة على اختلاف مضامينها باهتمامها بالبنية اللسانية المشكلة للنصوص،
وذلك تزامنا مع ظهور اللسانيات الحديثة التي أولت عنايتها باللغة، فنظرت إليها بعدها نظاما متكاملا يشمل
مستويات عدة، معتمدة على الوصف، تنطلق من الجانب الصوتي الذي يقوم على تحليل الوحدات اللغوية إلى
أصغر مكوناتها للكشف عن العلاقة التي تربط المبنى بالمعنى، لتنتقل إلى الجانبين الصرفي والمعجمي، حيث يصف
الأول البنية الداخلية للكلمات، ويدرس القوانين والتغيرات التي تحكمها، بينما يختص الثاني بدلالة الكلمات في
المعجم، لتصل الدراسة إلى البحث في طريقة تركيب الكلمات في جمل، أو مجموعات كلامية تؤدي وظيفة
دلالية تكمن في الإبلاغ والتبليغ.
ومن هذا سنقوم في هذا البحث الموسوم بالبنية اللسانية لأدب الطفل الجزائري "دراسة بنيوية في
ديوان على ضفاف اد لكمال بدرين أنموذجا" بالكشف عن البنى الجزئية السابقة، التي تتألف من صورة وبناء
كلي، تحكمه مجموعة من القوانين الداخلية المتماكسة، والتي ليس من اليسير استخراجها وإعطاءها ما تحيل
عليه من الدلالات والمعاني داخل النصوص. ومن المعلوم أنّ بنية النصوص تختلف باختلاف الجنس الأد بي، أو
باختلاف عصره، أو مناسبته، أو الفئة الموجه إليها وهو ما يعرف بالمتلقي. وفي بحثنا هذا سيكون المتلقي هو
الطفل الذي يتميز بخصائص نفسية تختلف عن البالغين، وهو ما يطرح إمكانية استعمال بنيات لغوية تتفق مع
مستواه النفسي والمعرفي. فما نتوجه به للبالغين من الأفكار والعواطف لا بد أن يكون مختلفا عما يكون موجها
للطفل