استخدام الشباب لمواقع التواصل الإجتماعي و انعكاساته على العلاقات الإجتماعية

Abstract

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وإن كان يعبر عن صيحة تكنولوجية لافتة خاصة في المجتمع الجزائري خلال العشرية الأخيرة، قد ساهم بشكل أو بآخر في ربط العديد من العلاقات بعد إلغائه للمسافات المكانية والأبعاد الزمانية، إلا أنه في وسعه عزل الأفراد اجتماعيا، وربما تفكيك العلاقات بينهم أيضا، هذا الأمر قد يقود إلى انعكاسات مختلفة على نمط العلاقات الاجتماعية الواقعية منها والافتراضية كالعلاقات الأسرية، علاقات الجيرة، علاقات الصداقة، والعلاقات مع زملاء الدراسة والعمل. هذه الظاهرة التي انتشرت وتعدت أسوار التفسيرات التي تُعنى بتشخيصها. مما أدى إلى طرح العديد من التساؤلات التي استمدت من عمق الحياة اليومية لمستخدمي المواقع الاجتماعية. ولأجل فهم وتفسير هذه التعقيدات بحثنا في حيرة معرفية عن العوامل الكامنة خلف الإقبال عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتي تؤدي إلى انتشاره بهذه الصورة بين الأوساط والشرائح الاجتماعية المختلفة، كما سعينا نحو فهم طبيعة استخدامه، وكيفية تطور نمط العلاقات الاجتماعية فيه، لنتوقع في الأخير مآلاته للتحكم في استخدامه، مبرزين تلك الانعكاسات في صياغة محيط اجتماعي بنمط جديد للعلاقات الاجتماعية، وخصوصا منها ما تعلق بمجال التفاعل والتواصل الاجتماعي بكل فضاءاته وامتداداته على مستوى الفضاء الواقعي أو الفضاء الافتراضي. وتأكد لنا من خلال تحليلنا للمعطيات الميدانية أن العديد من العلاقات الواقعية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في محيطهم الإجتماعي والتي تشمل العلاقات الأسرية والقرابية وعلاقات الجيرة والعلاقات مع زملاء العمل وأو الدراسة، قد انسحبت من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي، فأصبحت تتوسع وتتعمق أكثر بواسطة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على حساب الواقع. والعكس من ذلك، فقد انسحبت العديد من العلاقات الافتراضية للمستخدمين والتي شملت علاقات مع أصدقاء آخرين لا يعرفونهم إلا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي قد انسحبت إلى العالم الواقعي من خلال التلاقي والتفاعل المستمر.