Résumé:
يعتبر المصطلح نصف العلم، باعتباره اللفظ الحامل للمفهوم والمعبرّ عنه، إذ تعد المعرفة مجموعة من المفاهيم
المترابطة والمتداخلة ضمن منظومة متكاملة، تشكّ ل مرجعية لبلورة المصطلح عامة والمصطلح النقدي على وجه
التحديد، حيث لا يقوم شيء بدون مرجعية ولا تقوم مرجعية بدون مرجع، تستمدّ منه أفكارها وقد أدّ ى التطور
السريع في مختلف العلوم والمعارف،إلى صعوبة إيجاد مصطلحات كافية للتعبير عن المفاهيم المختلفة، لأنه لا يوجد
تطابق بين المعارف المتنامية من جهة وعدد المصطلحات التي تعبّر عنها من جهة أخرى، ومن ذلك المصطلح
النقدي بصفة عامة والسيميائي خاصة. فمصطلح السميائية إذن هو واحد من المصطلحات الكثيرة التي أفرزها
الخطاب النقدي الحديث، وتعني في مفهومها العلم الذي يعنى بدراسة أنظمة العلامات ال لّغوية وغير ال لّغوية، وليس
التفكير حول العلامات في الخطاب النقدي العربي بمثابة ولادة معاصرة لهذا العلم، بل هو ثمرة انتقلت إلى العالم العربي عن طريق موجة التأثير الغربية التي شهدها الخطاب النقدي العربي بفعل عامل الترجمات، وقد حمل لواءها
مجموعة من النقاد والباحثين العرب في المشرق والمغرب، يدفعهم حماس البحث والاكتشاف إلى ترجمة المصطلح ثم
الوقوف على أبعاده الدلالية وما يرتبط ا من قواعد منهجية وقوانين ونظريات، ومن هؤلاء النقاد العرب، توقف
اختيارنا عند الناقد الجزائري "رشيد بن مالك" وتحديدا في كتابه النقدي "قاموس مصطلحات التحليل السيميائي
للنصوص".
لذا فقد جاء موضوع بحثنا مستمدّ ا من هذه الخلفية النقدية النظرية ليستقر على العنوان الآتي: المرجعية
المستعارة في تلقي المصطلح النقدي الغربي في الخطاب النقدي العربي المصطلح السيميائي أنموذجا- دراسة نقدية في
كتاب مصطلحات التحليل السيميائي لرشيد بن مالك-.