دور الإتصال التسويقي في الترويج للخدمات السياحية

Abstract

رغم أن التسويق ارتبط ظهوره بظهور السلع، إلا أن انعكاساته الإيجابية على مردودية المؤسسة جعلته يقدم مجالات كانت تدور بعيدة عن الفكر التسويقي الشامل بذلك الخدمات كمجال متخصص، وأصبح موضوع ترويج الخدمات جدير بالبحث واستقطب العديد من الباحثين والمفكرين. ويكمن الهدف الرئيسي للاتصال التسويقي في ربط المؤسسة ببيئتها وذلك من خلال التعريف بالمؤسسة وخدماتها وإقناع العملاء بتجربتها والاستفادة منها بالإضافة إلى تحقيق الشهرة للمؤسسة ولمختلف علاماتها، وتحقيق تواصل حقيقي مع علاقتها لكسب رضاهم وولائهم مع بناء صورة متميزة للمؤسسة واكتسابها سمعة طيبة على المدى البعيد. وفي ظل الانفتاح الذي عرفه الاقتصاد الجزائري نخص بالذكر قطاع السياحة و الفندقة الذي شهد دخول عدة مؤسسات سياحية وجدت نفسها أمام منافسة شديدة حيث تهدف كل مؤسسة إلى أن ستكون في الريادة وتتميز بخدماتها السياحية عن باقي المؤسسات الفندقية الأخرى، مما أوجب عليها الاهتمام أكثر بنشاطها التسويقي وقد تم ذلك من خلال دراسة ميدانية قمنا بها على الفنادق مدينة جيجل السياحية، محاولين من خلالها الإجابة عن التساؤل الرئيسي التالي: ما هو دور الاتصال التسويقي في الترويج للخدمات السياحية؟ والذي اندرج تحته التساؤلات الفرعية التالية: 1- ما هو واقع الاتصال التسويقي بالمؤسسات الفندقية؟ 2- ما هي عناصر الاتصال التسويقي الأكثر مساهمة في الترويج للخدمات السياحية؟ 3- ماهية العلاقة بين الاتصال التسويقي و الترويج للخدمات السياحية؟ إن اختيارنا لهذا الموضوع لم يكن اعتباطيا بل نتيجة لعدة أسباب أهمها: أهمية الدراسة التي تنبع من أهمية الاتصال التسويقي في مجال الخدمات وضرورة الاهتمام به وضمان فعالية في هذا المجال بما يسمح بالسير الحسن للمؤسسة وزيادة المبيعات، كما أن حداثة الموضوع تعد سببا رئيسيا في اختيارنا له. إذ أن دراسة الاتصال التسويقي في المؤسسات الخدماتية التجارية هي عملية معقدة على اعتبار أن هذه المؤسسات تشكل حقلا تتفاعل في عناصر المزيج الترويجي والتواصل لعملية اجتماعية، وبذلك تناولنا هذه الدراسة من زاوية جديدة ببعدهما العلمي والعملي. ولعل رغبتنا في إكمال هذا البحث تنبع من أهداف الدارسة العلمية المتمثلة في التعرف على دور الاتصال التسويقي في الترويج للخدمات السياحية بفنادق جيجل. أما الأهداف العملية: فتمثلت في تطبيق الإجراءات المنهجية التي من خلالها يتم وضع الموضوع المتناول في إطار عملي ممنهج باستخدام مختلف أدوات البحث العلمي. ولتحقيق هذه الأهداف اعتمدنا في إجراء هذه الدراسة الوصفية على منهج المسح الشامل الذي يفيد في تحليل النتائج الكمية ونظرًا لصغر حجم مفردات مجتمع البحث فضلنا أن يكون المسح شاملا لجميع مسؤولي فنادق مدينة جيجل. مستعينين في جميع المعلومات بأداة الاستبيان والتي قسمناها إلى ثلاث محاور رئيسية: -المحول الأول: يضم البيانات الشخصية. -المحور الثاني: يتناول واقع الاتصال التسويقي في المؤسسات الخدمية الفندقة. -المحور الثالث: يجيب عن أكثر عناصر الاتصال التسويقي الأكثر مساهمة في الترويج للخدمات السياحية. -المحور الرابع: أبرزنا العلاقة بين العناصر الاتصال التسويقي والترويج للخدمات السياحية. وبعد جمع البيانات وتحليلها توصلنا إلى مجموعة من النتائج نوجزها فيما يلي: 1- تعتمد فنادق مدينة جيجل على البيع الشخصي كعنصر أساسي في الترويج لخدماتها السياحية، ولا تولي للعناصر الأخرى اهتماما كبيرا. 2- تعاني فنادق مدينة جيجل من عدم وجود مختصين ولا جهة خاصة بالاتصال التسويقي فهي تمارس الاتصال التسويقي كنشاط فقط وهذا يعتبر من أهم معوقات الاتصال التسويقي. -3 تسعى فنادق مدينة جيجل لتحقيق جملة من الأهداف من خلال عناصر الاتصال التسويقي وذلك من أجل زيادة الحصة السوقية وإيجاد زبائن جدد