الثقافة التنظيمية و طبيعة علاقات العمل في المؤسسة الصناعية

Abstract

تساهم الثقافة التنظيمية في إيجاد قيم مشتركة بين جميع القوى الفاعلة داخل المؤسسة من خلال التركيز على احتياجاتهم باعتبارهم شركاء، لهم دور كبير في تحديد سلوك العاملين وكفاءة وفعالية المؤسسة من خلال دفع أعضائها بالالتزام بالعمل الجاد وتفعيل المبادرات ودفعهم للمشاركة في اتخاذ القرار، وتقوية علاقات العمل التي تعتبر لب وجوهر النشاط الإنساني في المؤسسات الصناعية و نجاح علاقات العمل دليل على نجاح الثقافة التنظيمية كونها من المحددات الرئيسية لنجاح المؤسسات أو فشلها تأسيسا على هذا جاءت هذه الدراسة لتحاول الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي: هل للثقافة التنظيمية دور في تحديد طبيعة علاقات العمل داخل المؤسسة الصناعية؟ وللإجابة عليه افترضنا مايلي: 1- تسهم القيم الثقافية في تفسير نمط التسيير وطبيعة العلاقات الهرمية. 2- تسهم القوانين الداخلية في تعزيز العلاقات الرسمية. 3- تسهم جماعية العمل في خلق علاقات عمل غير رسمية. وتهدف الدراسة الحالية إلى: تشخيص مدى إسهام القيم التنظيمية في تفعيل وبلورة علاقات عمل ذو قيمة فعالة ومنتجة داخل المؤسسة، وكشف الغطاء عن طبيعة علاقات العمل السائدة في المؤسسة الجزائرية في خضم ثقافة تنظيمية تتميز بالكثير من الخصوصية، تهدف أيضا إلى الوصول إلى تحديد مجموعة من القيم والقوانين والممارسات التي تتبناها المؤسسة وتراها كنقاط قوة لها. حتى يتم اختبار الفرضيات قمنا بدراسة ميدانية في مؤسسة دباغة الجلود -جيجل- مستخدمين المنهج الوصفي التحليلي، ومعتمدين على الاستمارة كأداة رئيسية والتي وجهت إلى عينة طبقية عشوائية قدرت ب101 فردا، ولقد سمحت لنا المعطيات التي تحصلنا عليها الوصول إلى النتائج التالية: 1- تفسر القيم الثقافية نمط التسيير طبيعة العلاقات الهرمية وتجلى ذلك في القيم التي توصلنا إليها من خلال المشاركة في اتخاذ القرار وروح المسؤولية وتفويض الصلاحيات مما ساهم بشكل كبير في معرفة نمط التسيير وطبيعة العلاقات الهرمية السائدة في المؤسسة والتي تفضي في الأخير إلى التوصل إلى نوع الثقافة التنظيمية. 2- القوانين الداخلية تعزز العلاقات الرسمية ويتجلى ذلك في تنظيمها وضبط أطرها وتزيد من رسميتها من انتظام ميكانيكية العمال، وهذا ما ينبئ بوجود ثقافة تنظيمية تقوم على الصرامة في تطبيق منظومة القوانين والعقوبات والجزاءات. 3- تخلق جماعية العمل علاقات عمل غير رسمية نتيجة اعتماد المؤسسة على العمل الجماعي الذي يفوق من حيث الجدوى العمل الفردي، فجماعية العمل هي حلقة وصل بين العمال والعلاقات غير الرسمية(الإنسانية والاجتماعية)، وقد كانت عاملا أساسيا في تشكيل العلاقات غير الرسمية داخل المؤسسة قيمة من قيم الثقافة التنظيمية