Résumé:
شهدت الفلسفة الغربية قبل نحو ثلاثة قرون جدلا حول موضوع الحقيقة أو مصدر المعرفة الإنسانية، انقسم الفلاسفة إثر ذلك إلى فريقين، فريق يرى أن مصدر الحقيقة يكمن في خارج الأشياء، ومن ثم منحت السلطة للذات في الكشف عنها، والفريق الثاني يرى الحقيقة في داخل الأشياء، ومن ثم منحت السلطة للعقل، حيث استقت البنيوية مفهومها النقدي حول قضية الحقيقة والوجود، ليشهد القرن العشرين بذلك انفجارا نقديا عظيما،انتقل فيه الخطاب النقدي من منظومة المناهج السياقية إلى منظومة المناهج النسقية.
وقد قام المنهج البنيوي بدور فعال في تشكيل الخطاب النقدي المعاصر فكان بذلك أهم المناهج النسقية
ونقطة تحول من السياقي إلى النسقي ومع مجيء البنيوية أصبح ينظر إلى النص على أنه نسق مغلق، وعالم مستقل
قائم بذاته، لا صلة له بالسياقات الخارجية. ونظرا لأهمية البنيوية فإنها انتشرت بعد ذلك في معظم بلاد العالم،
حتى وصلت وطننا العربي في مرحلة متأخرة وكتب فيها العديد من النقاد من بينهم الناقد "صلاح فضل" الذي
تميزت كتاباته بالالتزام الدقيق بمقولاتها، ولعل كتابه "نظرية البنائية في النقد الأدبي" أفضل كتاب وضع خلال تلك
الفترة عن التنظير للنقد البنيوي، ونحن من خلال هذا البحث حاولنا الوقوف عند طبيعة الممارسة النقدية البنيوية
عند "صلاح فضل" وذلك من خلال كتابه "نظرية البنائية في النقد الأدبي".