Résumé:
يمثل التصوف نزعة إنسانية يمكن القول أنها ظهرت في كل الحضارات ، وهو يعبر عن شوق الروح إلى التطهير، ورغبتها في الاستعلاء على قيود المادة وكثافتها، وسعيها الدائم إلى تحقيق مستويات عليا من الصفاء الروحي والكمال الأخلاقي، ولم يكن لمسلمون استثناء القاعدة، فقد ظهر التصوف لديهم مثلما ظهر لدى من سبقهم أو عاصرهم من الأمم
حيث نال الأدب الصوفي الإسلامي حظا ونصيبا، داخل المؤلفات العربية والغربية كذلك، فإذا عدنا إلى
التصوف في المغرب العربي نجد أنه ساهم في إثراء المكتبة العربية. وموضوع هذه المذكرة يتعلق بعالم من أعلام
المغرب العربي، و بالذات من الجزائر، وشخصية تميزت بإنتاجها الأدبي والفكري، في القرن السابع عشر الهجري،
وهو العالم الصوفي و الشاعر المفوّه عفيف الدين التلمساني المعروف عند سكان تلمسان "بسيدي عفيف". فكان
من الشعراء الصوفيين الذين أبدعوا في الشعر الصوفي، ذا شخصية فذة ومتميزة في مجال التصوف، بأفكاره وآرائه
الفلسفية العميقة التي أبدع فيها، وهذا ما دفع بنا بالدرجة الأولى إلى اكتشاف هذه الشخصية ومعرفة أسرارها
وخباياها ، والتعرف أكثر على بدايات تجربته الصوفية، وأهم آثاره وإنتاجه وإضافاته في اﻟﻤﺠال الصوفي، والرغبة
أيضا في اكتشاف أهم المصطلحات الصوفية الفلسفية التي استعملها في ديوانه الفذ،إذ أجمع العديد من الدارسين
والمترجمين على شاعريته، حيث تضمن ديوانه معجما شعريا صوفيا