Résumé:
تعتبر الرواية المعاصرة أشد تعقيدا من الرواية الكلاسيكية في بنية خطابها كونها تنحو إلى التجريب مما يجعلها تستقطب أنواعا مختلفة من الخطابات المتنوعة في أشكالها وبناها ،لتصبح بعد ذلك خليطا من الأجناس الأدبية وغير الأدبية ،ولذلك فإن أكثر ما واجهنا من إشكالات في الرواية الحديثة خصوصا ،هو ما يطرح من تساؤلات حول ماهية هذا الجنس الأدبي؟وما هي العناصر المشكلة لخطابها وما طبيعة ومستويات اشتغال السرد فيها؟ ما الذي يجعل خطابا روائيا ما متميزا عن خطابات أخرى من نفس الجنس ؟وما دور القارئ في تشكيل فضاءات النص التخيلية والدلالية .
مثل هذه التساؤلات التأسيسية تثير أكثر من إشكال في الخطاب الروائي العربي الحديث ،فتصبح سمة التعقيد ظاهرة أوجدها فعل التجريب المستمر في الرواية وذلك بمحاولة تكسير النمطية ، وإيجاد بدائل جديدة ،والطرائق المتعددة في عملية البناء السردي وذلك بإتباع آليات ومنظورات متباينة نوعا ودرجة من نص إلى آخر.
وفي الغالب أن مايميز الرواية التجريبية عند العرب في وقتنا الراهن هو محاولتهم المزج أو المزاوجة بين الموروث السردي العربي وبين أدوات السرد الروائي الغربي من أجل جعل التراث أكثر تجاوبا مع مقولات الحداثة في الرواية وأدواتها الفنية المتعددة الأشكال والمستويات