Résumé:
لقد عدة ظاهرة الشعر العربي المعاصر من الظواهر التي تتسم بالكثافة والغموض، ذلك أنّ الشاعر العربي المعاصر لم يعد يكتفي باستحضار الأساليب اللغوية المألوفة التي تحاكي بشكل خاص ما هو مرئي وظاهر في النصوص الإبداعية، بل أصبح ينفد إلى أعماق هذه النصوص عن طريق خلق لغة غير مألوفة تقوم على التجاوز؛ والتجاوز في الحقيقة هو القوة القادرة على إعادة صوغ الأشياء وفق منظور استثنائي يستوعب الواقع بكل تفاصيله، ومن هذه اللغة، نجد اللغة الشعرية التي تصهر العادي وتذ وبه لتعيد تشكيله انطلاقا من رؤيا المبدع التي تنشد التغيير الدائم من خلال مجمل الانزياحات التي تقوم هذه اللغة الشعرية عن خطها العادي، فلم يعد الشعر مجرد كلام توقفه عاطفة الشاعر، وإنما أصبح ينبض بروح العصر وتغيراته، فقد تعالت الكلمة على داتها وشحنت القصيدة المعاصرة بطاقة جمالية ساحرة.