Résumé:
ألقت الحداثة بظلالها التجديدية على عوالم وفضاءات الإبداع الشعري الجزائري، ما دفعه هو الآخر إلى العزف على إيقاع عصري مشحون برؤية جمالية وفنية ، اختمرت في استراتيجيات إبداعية مثقلة بنماذج الاختراق والتجاوز والهدم والبناء، وفق معيار فني مغاير لما عهدته الذائقة الشعرية من سنن ونواميس في تحرير الشعر وتلقيه فبعد أن جسد النفس الإيقاعي واللغة الغنائية كيان الشعر، مع ما أملياه من ترسيمة تشكيلية طبعت النموذجية الأولية للقصيدة العربية، انتقلت الرؤى الشعرية الإبداعية إلى مفاهيم مؤسسة على ماهيات تنسحب إلى حقول فنية متباينة الأسس كالرسم والموسيقى والسينما... ومتشابكة ومتجاذبة في الطموحات الجمالية والفنية، كو نها توليفات تناشد الجمال لخلق الجمال
وهذا الالتحام أملى كيانا إبداعيا يخترق شرنقة التلقي المعهود، ويحوي في داخله صراعا خفيا بين توليفات
إبداعية متباينة ، تتراقص ما بين معطيات لغوية وأخرى تشكيلية بصرية، ما جعل عالم الإبداع الشعري يزاوج
ويحتفي بمدارين إنتاجيين يجمعان بين البصر والبصيرة وسم ب"القصيدة البصرية".