Résumé:
عرف الأدب الجزائري خلال فترة التسعينات، خطابا أدبيا واعيا طرح عدة إشكاليات بصيغ أسلوبية
وجمالية متباينة، ناقش من خلالها موضوع الإرهاب، ومحنة الجزائر، وما تعيشه من مأساةِ ومعاناة الإنسان على المستوى الثقافي، والاجتماعي، و السياسي.
وتعتبر الرواية أهم جنس أدبي استطاع تصوير واقع الحياة الاجتماعية في تلك الفترة، نظرا لطبيعتها التي
مكنتها من احتواء تلك التجربة الإنسانية فنيا، زيادة على تميزها بتوفير مجالات أوسع للبحث عن الذات، وقدرتها العجيبة على احتواء هموم الإنسان ماضيا، وحاضرا، ومستقبلا
وعليه اتخذت رواية المحنة الجزائرية من مناخات العنف والإرهاب سؤالا مركزيا لمتنها الحكائي، برزت من
خلاله لتشكل ظاهرة أدبية جديرة بالرصد والمتابعة النقدية، باعتبارها تمثل أصواتا روائية جديدة، حيث عدّت هذه المرحلة مرحلة ازدهار الأدب الجزائري نظرا لخصوصية وأهمية المواضيع المطروحة فيه، والتي اعتمدت أسلوب الفضح والكشف، والحرية وكسر الطابوهات فظهرت تيمات مثل: العنف، الإرهاب، الوطن، المدينة...المرأة، وهي تيمات وسمت بالفاجعة والمأساة، مما استوجب البحث عن قوالب فنية وشكلية جديدة تستوعب هذه المواضيع إ بّان المحنة الجزائرية.