Résumé:
إن الدراسات اللغوية الحديثة وأسلوب معالجتها يرجع إلى طريقة تناولها من الوجهة العلمية المحضة وهذا لا ينقص شيئا من فائدة الدراسات القديمة وإنما يزيد من أهميتها، لأن التراث يشكل الهوية الثقافية لكل أمة، ومن ثم وجب الرجوع إليه خصوصا أنه لا توجد قطيعة بين الدراسات اللسانية المعاصرة وبينه، والدليل على ذلك آلاف الكتب التي تؤلف سنويا، فهي تبرز هذه العلاقات بين التراث العربي والدرس اللغوي المعاصر.
فقد كان التراث المرتكز الأساس في كل دراسة فكرية لغوية جديدة، لأنها مازالت تمدنا بما نعتمد عليه في بحوثنا، مما أدى إلى حصول تطور كبير في مجال الدراسات اللغوية عند مختلف الشعوب، ذلك نتيجة اهتمامها بدراسة لغاتها وتحققت لديها نتائج مذهلة، فالدراسات اللغوية العربية المعاصرة اعتمدت في منطلقاتها على التراث؛حيث أثبتت الدراسات اللسانية المعاصرة، بناء على وصفها وتحليلها أنها قائمة على مناهج علمية، ويتجلى ذلك بوضوح، بما قدمته تلك المدارس من دراسات لسانية بنيوية كانت أم تداولية، وقد اهتم العرب بها لتساير دراساتهم تطورات العصر
ومن أهم القضايا المعاصرة قضية الاستعمال اللغوي، الذي يعد من بين أحدث الدراسات التي تهتم بها التداولية، إلا أنه لم يرد كموضوع مستقل بذاته، أي لم توجد دراسات مستقلة عنه، بالإضافة إلى كون الاستعمال اللغوي يرتبط بالتأويل حيث يتصلان بصميم حياة الإنسان؛ فهو البحث المستمر عن علاقة المعنى الكامن المتخفي وراء الظاهر من خلال الاستعمال اللغوي، ذلك أن لكل ظاهر باطن يحاول الصعود إلى السطح