Résumé:
إن حركة التأليف المعجمي عند العرب» ظهرت بعد نزول القرآن الكريم واستغلاق بعض ألفاظه على
الفصحاء منهم» أي أن الدافع الأساسي لتأليف المعاجم هو الحفاظ على القرآن الكريم وحمايته من اللحن الذي
ظهر آنذاك» وقد كانت بدرتها الأول متمثلة في كتيبات صغيرة سميت بالرسائل اللغوية؛ و التي ساهمت في ظهور
ما يعرف بمعاجم المعانيء ثم تطورت بعد ذلك لتتسم بالدقة والترتيب والشمول» ولم تلقى معاجم المعاني الاهتمام
الذي تستحقه؛ حيث نجدها قليلة العدد قديما وحديثاء على الرغم من أننا اليوم في أمس الحاجة إلى هذا النوع من
المعاجم» في ظل ما نعيشه من تدفق علمي هائل يجعل اللّغة العربيّة تواجه صعوبات في استيعاب هذا الكم الكبير
من المصطلحات.
وهنا تظهر أهمية معاجم المعاني في ظل هذا النقص وهذه الصعوبات التي تعانيها اللغة العربية في
مواجهة المصطلحات والمعانيٍ الجديدة القادمة إليها من الغرب» وعدم قدرتما على استيعابها والتعبير عنهاء فأهمية
معاجم المعاني وشح الدراسات فيهاء هما الدافعان الرئيسيان اللذان جعلانا نخص هذا الموضوع المرسوم 'بمعاجم
المعاني بين القديم والحديث" دراسة مقارنة بين معجم «فقه اللغة وسر العربيّة» ل "الثعالي” و «الإفصاح في فقه
اللغة» ل "حسين موسى يوسف" و "عبد الفتاح الصعيدي" بالبحث والدراسة؛ أما عن سبب انتقائي لهذين
المدونتين فلن «فقه اللغة وسر العربيّة» يعد من بين أو وأشمل الكتب القديمة التي ألفت في هذا النطاق وأغزرها
مادة وأدقها لفظا وأحسنها تبويبا وتفصيلاء ولم أختر «المخصص» ل "ابن سيدة" الذي يمثل قمة النضج في
معاجم المعاني قدياء لأن مضمون معجم المعانٍ الحديث الذي أخترته للمقارنة وهو «الإفصاح في فقه اللغة» يعد
تهذييا واختصارا له؛ كما يمثل أهم معجم معان صنف في العصر الحديث.
فالهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو البحث عن العلاقة بين معاجم المعاني القديمة ونظيراتها
الحديثة؛ وعما إذا كان هناك اختلاف بينهماء وإذا كان هناك ففيما يكمن.
وقد حاولنا من خلال هذا البحث معالحة جملة من التساؤلات أبرزها :
- ماذا نعني بالمعجم العربي» وما هي مراحل ودواعي تأليفه؟
- فيم تكمن ماهية معاجم المعاي؟ وما هي أهم الطرائق المعتمدة في تأليفها؟
- ماذا نقصد بمعاجم المعاني القدعة والحديثة؟
- ما العلاقة بين نظرية الحقول الدلالية ومعاجم المعاني؟
- ما مدى معرفة ودراية اللغويين العرب لهذه النظرية؟
- وإلى ماذا ستفضي بنا المقارنة بين المعجمين القديم والحديث؟