Résumé:
إنَ لكتاب الله العزيز مكانة سامية و منزلة رفيعة»؛ لدى أهل العلم الذين عرفوا قدره» و تحلوا من مأدبته؛و استحقوا لذلك الثناء و المدح و الفضل» و كتاب الله عز و جلّ جدير بأن تنهض لخدمته و العناية به الأجيال المسلمة خلال القرون السالفة و المتعاقبة؛ وقد كان أصحابه صلى الله عليه و سلم يسألونه عن ألفاظه و معانيه وعلومه» لذلك وجب علينا فهمه و التدبر فيه»وهو الذي جعل العرب يخحتارون من دقته وينبهرون من شموليته فألزموا أنفسهم حفظه ومدارسته والمحافظة عليه ؛واعتمدوه مصدرا أساسيا في مختلف الأبحاث وفي جيع الجالات»وهو الكتاب الذي أثَّر على فرسان الأدب ورواده نفسيا وشعوريا »فكانوا يقفون أمام مفردة واحدة من مفرداته حيارى من شدّة الدّقة وروعة السبك وجال التعبير وقوة المعنى » ولأن البحث فيه متشعب الأطراف»فقد آثر العلماء والباحثون على اختلاف مشاريمم ومذاهبهم البحث فيه والغوص في أعماقه؛ فاحتج به النحوي وثمل منه
البلاغي ونظر فيه المفسر وتأمل فيه الفقيه.
و لأنه نزل بلغة العرب قال تعالى : «بِلِمَانٍ عَرَن مين الشعراء 195 ؛فإن العلاقة بينهما متينة رصينة؛ فالعربية بقيت حية بفضل كتاب الله المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ إذ يعد هذا الأخير الشريعة في أحكامهم»؛ و المنارة التي يستضاء بحا في حياتمم» و خاصة في علوم العربية» ذلك أنه المنبع الصاقي الذي ينهلون منه علومهم و معارفهم.
و قد كان الدافع لولوج هذا العالم: محاولة فهم ما في القرآن من مفردات أو جزء منهاء و كذا البحث عن السر الإعجازي وراء التوظيف الإفرادي» فكان موضوعنا الموسوم: "الإعجاز القرآني في الأفعال التي ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم"» هذا العنوان يفصح عما فيه فهو يستخرج الأفعال غير المكررة » و يحاول فهم مقاصدها الإعجازية؛ انطلاقا من التأصيل اللغوي لكل واحدة منها إضافة إلى الاستعمال القرآني؛ مع محاولة التعرف علي السر الإعجاز وراء التوظيف الإفرادي» و هذا حسب المفردة نفسهاء و الآية التي تضمنتها و السياق الذي أتت فيه؛ ومناسبة النزول » ومن خلال هذه الخطوات فِإنَ إشكالية البحث تتلخص في هذا التساؤل:
-ماهي هذه الأفعال؟ كم عددها ؟ ؛ما هي دلالاتما اللغوية ؟» ما هي دلالاتما الشرعية ؟ » ما المراد منها في الآية ؟ » أين يكمن السر الإعجازي وراء هذا التوظيف الإفرادي في هذه الأفعال ؟