Résumé:
عانت المرأة من واقع متأزم ثقافياء سياسياء إجتماعيا وإنسانياء فظهرت النسوية كحركة عالمية واجهت المرأة من خلللها العالم الذكوري» حيث ارتبط هذا الأخير في ذهنها بالظلم القهري الذي أوقعها فيه المجتمع لكونما أنثى بينما رفع الظلم عن الذكر احيانا لأنه خلق ذكرا لا أكثر» فبعدما نسبت للمرأة في الثقافة صفات الضعف والسلبية والقصور» وأصبح ينظر إليها كأنما سلعة للإستهلاك» كما ينظر لها أنما عورة ومجلبة للعار ومخلوق مدنس ومن هنا لا يمكنها مساواة الأخر/الرجل» وإنطلاقا من هنا أصبحت هذه النظرة الجاهزة تختزل الأنثى في كونما جسد يعزى ويشبع رغبات رجل» ووسيلة توظف لخدمة الأب» والأخ والأبناء.
إن هناك جملة جملة من المعطيات في مقدمتها الأمثال الشعبية» النظريات والدراسات وكذلك الفلسفات الأساطير عملت جميعها على تقييد المرأة داخل الفضاء الأنثوي الضيق» فأصبحت مخلوقا تابعا وضعيفا تستسلم للرجل إستسلاما مطلقاء لتبقى حبيسة البيت وشؤونه» في الوقت الذي يسعى فيه الرجل لإثبات وجوده في المجالات الثقافية» العلمية والسياسية.
وما قهر المرأة وتسببت لا المعاناة النفسية الكبيرة أنما وجدت نفسها محاصرة بسلطات أقصى من سلطة الذكر» في مقدمتها السلطة الإجتماعية التي حاصرتها بجملة القواعد والممنوعات؛ والعادات والأعراف ضف إليها السلطة الدينية والتفسير المزدوج للنص الديني» وفي ظل هذا الإستيلاب الثقاني الذي عانت منه المرأة» فهي استطاعت الثورة على سلطة الرجل ولمجتمع الذكوري بقوانينه وطابوهاته» فأسست فضاءا لهاء تكون فيه المحرك والفاعل» فسعت إلى تحقيق إستقلالها الفكري؛ مثلها مثل الرجل» فكان الأدب الفضاء الأنسب لاء لتحارب أيديولوجيات الرجل في كتاباته» التي صنع منها حتميات لا مجال للشك فيهاء ومن هنا ظهر الأدب النسوي بعدما كانت بداياته في المشرق العربيء وبالضبط في مصر» في الوقت الذي تأخر فيه الأدب في الجزائر, حيث
كانت المرأة الجزائرية محاصرة بثقل سلطات منعتها من الكتابة»؛ لكنها سرعان ما أثبتت وجودها مع مطلع الخمسينيات» في مجال القصة النسوية القصيرة مع زهور ونسيبي كبداية بسيطة من ناحية الشكل والمضمون» ولكن ما لبثت أن تطورت» وحققت وجودا متفردا شأنما شأن الرجل.
ولعل من أهم المواضيع التي تطرقت لا الروائية/الكاتبة والأدبية الجزائرية هو موضوع السلطة بأشكالمها المختلفة» وهذا ما مثل صفة خصوصية في الكتابة النسوية الجزائرية»