المقاربة التواصلية في تعليم وتعلم اللغة العربية -الطور الثانوي أنموذجا-

Abstract

تحتل اللغات القومية للأمم مكانة مرموقة في مناهجها الدراسية؛ لأنها العامل الأول الذي يجمع بين أفراد الأمة» واللّغة العربية هي إحدى اللغات» لذلك فقد احتل تعليمها مكانة كبيرة بين الباحثين اللغويين القدامى والمحدثين؛ لما لها من دور كبير في حياة الأمة وحفظ تراثهاء بالإضافة إلى ارتباطها بأعظم كتاب سماوي وهو القرآن الكريم الذي توجها قال تعال: إن رين وب الَْالَمِينَ (192) نَرْلَ به لوغ الْأمينْ (193)على قَْيِكَ لكو من الْمُنِْرينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبيْ يينٍ (4)195 [الشعراء؛ 195-192] فاللغة أداة نقل الثقافة العربية عبر القرون» وعن طريقها اتصلت الأجيال جيلا بعد جيل بها توحد العرب قديما وحديثا واستطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية. ويعد كلّ من التواصل واللغة وجهين لعملة واحدة» فلا يمكن الحديث عن التواصل دون الحديث عن اللغة؛ لأنها وسيلة لا تجاريها أية وسيلة أخرى من وسائل التواصل الإنساني من رموز» وإشارات وتعابير الوجه؛ فعن طريقها تنتقل الآراء والمعلومات» والحقائق في مختلف المواقف التواصليّة» لأن وظيفتها الأساسية والمركزية هي التواصل. لعل الناظر لحال اللّغة العربية اليوم في بلادنا الجزائر يشعر بألم عميق لما حل بها فهي لم تحظ بالمكانة التي تستحقهاء حيث أصبحت تعاني التهميش من طرف أبنائهاء وهذا ما ولد غربة لغويّة بين اللغة العربية ومتكلميها لأن أغلب المتكلمين بها لا يفهمونها ولا يستطيعون التواصل بها وصدق من قال:وَظلم ذوي القربى أشد عضاضة على النفس من وقع الحسام المهند وي ظل التراجع الرهيب الذي عرفته اللغة العربية في المرحلة الثانوية؛ وعدم تمكن التلاميذ في هذه المرحلة من التواصل بهذه اللغة؛ كان لابد من دق ناقوس الخطر» والسعي لإعادتها إلى مكانتها التي يجب أن تكون عليها وذلك بوضع مناهج جديدة تتلائم مع هذه المادة الغنية بمفرادتها وتراكيبها اللغوية في كل المراحل التدريسية» واخترنا المقاربة التواصلية كونها لاقت رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة» ووضحت خطوات تعليم اللّغة تواصليا بطريقة تطبيقية فعالة» وخاصة في مرحلة التعليم الثانوي جاءت هذه الدراسة الموسومة ب"المقاربة التواصلية في تعليم وتعلم اللّغة في الطور الثانوي" لتوضيح أهمية استعمال اللّغة والتواصل بها.