Résumé:
إن المصطلح ضرورة ملحة تستدعيها الحاجة إلى فهم حقائق الأشياء وبيان ماهيتها والكضف عن خباياها وهو عنوان ما يتميز به أي علم من العلوم لذلك سمي مفاتيح للعلوم.
شغلت قضايا المصطلح حيزا كبيرا في الدراسات الحديثة لكن هذا لا يعني غيابها في الدراسات القديمة ولعل ما ورد في عبارة الجاحظ " لكل صناعة ألفاظ" دليل على أن علماء العربية تفطنوا إلى المصطلح بالرغم من غياب تأسيس نظري له إلا أنهم كانوا يتعاملون معه بصفة عملية تطبيقية.
استحوذ النحو العربي على قدر كبير من جهود العلماء وعنايتهم» منذ أن نشأً إلى أن أصبح علما مدونا له مؤلفاته وتصنيفاته الي تشكل مساحة كبيرة من حجم المكتبة العربية» ولا يلج بابه إلا من فقه مصطلحاته» فمعرفة النحو مقرونة معرفة مصطلحاته.
لقد تأخر البحث في المصطلح النحوي والسبب وراء ذلك هو صعوبة البحث فيه ووعورة الطريق إليه»
وإيمانا من النحاة بجدوى دراسته فقد بدلوا جهدا كبيرا لضبط مفاهيم هذه المصطلحات» حى أصبحنا ننسب كل اتجاه نحوي بمصطلحاته الخاصة إذ لكل مصطلح لغته الفنية الخاصة فنقول مصطلح بصري نسبة إلى البصرة»
ومصطلح كوفي نسبة إلى الكوفة» ثم ظهرت بعد ذلك دراسات عدة تناولت المصطلح النحوي نشأة وتطورا وكتابة ونقدا فحاولت تقديم نظرة واضحة له ولعل أشهرها: كتاب " المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري لعوض حمد القوزي" إذ تناول فيه إرهاصات النشأة وعدم استقرار المصطلح
