Résumé:
يعد العمل المعجمي واحدا من أهم الأعمال الذي تلقى رواجا واهتماما في أوساط البحث اللغوي العربي» نظرا لقيمته المزدوجة العلمية والتعليمية؛ فكان للمعاجم العربية دور كبير في إثراء اللغة العربية ونموها لمواكبة العصر» إذ سعت قديما للحفاظ على الموروث العربي» أما حديثا فقد أحدثت النهضة العربية هزة أدت إلى إحداث بعض التغيير في المعاجم العربية؛ فتصدى نفر منها لحمل عبء إعداد معجم سهل في مراجعته واسع في مفرداته وكان كل منها يعتمد في تأليفه على بعض أمهات المعاجم القديمة.
لا يزال هذا التأليف المعجمي يلقى العناية والاهتمام من طرف الباحثين والدارسين باعتباره أحد الركائز المعرفية التي تصب فيها المادة اللغوية» وقد تطورت الدراسات الخاصة بفن الصناعة المعجمية العربية وذلك لمسايرة النهضة العربية الحديثة ومضاهاة التطور العلمي في مختلف الميادين» إذ لم تقتصر على ما صنعه القدامى» بل تجاوزت ذلك مع شيء من التصرف والتجديد؛ ففي القديم كانوا يكتفون بالألفاظ الفصيحة دون الأعجمية ثم أصبحوا يضيفون إلى جانبها ما أدخل إلى الاستعمال اللغوي بفعل دخول الأعاجم في الإسلام. وقد تزايد الاهتمام بمذا الجانب من البحث اللغوي خلال القرن العشرين وخاصة في النصف الثاني منه وإن كان هناك من يرى أن هذا النوع من البحث لم يتوقف بتطور العلوم والبحث العلمي.
الاعتبارات أردنا أن يكون موضوع الدراسة (المصطلح العلمي) لما له من أهمية في الدراسات الحديثة.
ويعتبر المصطلح العلمي في معجم "محيط المحيط" لبطرس البستاني محور بحثنا باعتباره معجما حديثا اشتمل على إضافات جديدة من بينها المصطلحات العلمية إضافة إلى كون الدراسة تتعلق بعمل ذي أهمية بالغة في مجال التأليف المعجمي العربي.