Résumé:
قد تمحورت أهمية هذه الدراسة في كون أنها تولي أهمية بالدراسة لأحدى الفئات المعطلة
والتي يمكن استغلال طاقتها في دفع عجلة التنمية، وذلك بالارتقاء بها عن طريق تأهيلها ودمجها
في المجتمع، خاصة إذا وجهت إلى التدريب الرياضي التي من شأنها تحسين الجانب
البدني والنفسي والاجتماعي للمعاقين بصفة عامة والمعاقين حركيا بصفة خاصة، الشيء الذي
يؤدي إلى تطوير حركاته و تحسين لياقته البدنية، كما أنها تساهم في النمو النفسي والاجتماعي
للفرد المعاق وهي تحقق ما تحققه الرعاية الاجتماعية، خاصة مع تفاقم مشكلة المعاقين على
الصعيد العالمي و المحلي، حيث قدر عدد المعاقين في الجزائر بأكثر من 9.1مليون معاق.
وعليه سعت هذه الدراسة أساسا إلى الوقوف على الدور الذي تؤديه ممارسة التدريب الرياضي في
الارتقاء بالمعاقين حركيا، حيث تم وضع الأسس و القواعد المنهجية اللازمة لهذه الدراسة في شقيها
النظري والميداني .
غير أن ممارسة التدريب الرياضي التي عرفها الإنسان تمتد منذ القديم ولكن ليس
بنفس الشكل الذي تمارس به حاليا، حيث لعبت العديد من العوامل دورا مهما وبارزا في النمو
الاجتماعي للأنشطة البدنية والرياضية منها تزايد عدد المشتركين في التدريب الرياضي ،
وتزايد عدد المشاهدين للمسابقات الرياضية واهتمام الأنظمة السياسية بالإنجازات الرياضية مع
تطور الأعمال والمصالح التجارية في مجالات الاستثمار الرياضي، كل هذه العوامل أدت إلى
نحتها في منظومة المجتمعات، وأعطت لها دورا هاما في تنظيمها خاصة بعد تغلغلها في مختلف
الأنساق الاجتماعية، فهي تؤثر بشكل مباشر في العديد من المكونات الاجتماعية كالوضع
والمكانة والعالقات واللغة والقيم و الأخلاق وغيرها، وهذا ما يعطي للتدريب الرياضي طابعا
اجتماعيا .
وما يدعم ذلك تلك الوظائف التي يؤديها التدريب الرياضي على غرار الوظيفة الفيزيولوجية
والوظيفة النفسية والوظيفة التربوية والوظيفة الاجتماعية، مما يجعلها محورا أساسيا في
مختلف النظم الاجتماعية وعنصرا فعال في مختلف العمليات الاجتماعية، وعاملا مهما يساعد في
الحد من مختلف المشكلات الاجتماعية على غرار الانحراف والعنف والجنوح وغيرها.
كما تساهم ممارسة التدريب الرياضي في تحسين مختلف جوانب الفرد، كالجانب البدني والصاحي
للفرد مثال سالمة الجسم وازدياد مقاومته الأمراض والجانب النفساني والشخصي، مثال التحطم في
الانفعالات والاتزان العصبي و ارتفاع مستوى الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي المتعلق
بمختلف المجالات الحياتية والمجتمعية، كإخراج الطاقة الكامنة للفرد وتسخيرها لخدمة المجتمع و
الاندماج فيه .