Résumé:
التفكير هو نشاط عقلي يشير إلى عمليات عقلية لمعالجة الموضوعات والمشكلات وترميزها إلى عمليات لا يمكن ملاحظتها أو قياسها بشكلٍ مباشر ، ولكن يمكن الاستدلال عليها أو استنتاجها من السلوك الظاهري الذي يصدر عن الأفراد عند مواجهة وحل مشكلة معينة ، لذا فإن المتخصصين يربطون بين التفكير وحل المشكلة .
ومن المعروف أن المشكلة عبارة عن موقف صعب أو عائق يقف أمام الفرد في تحقيق هدف معين ، مما يستدعي من الفرد التغلّب على الصعوبات والعوائق باستخدام العمليات العقلية المختلفة ، وتحديد الإجراءات والوسائل والمبادئ التي تساعد على اجتيازه . والمشكلة إذن هي حالة من الشك والتردّد تنتاب الفرد وتستثير معرفته ، ويشعر هذا الفرد بارتياح إذا ما
أُزيلت هذه الحالة ، ويتم مواجهة الموقف والصعوبات أي إذا حُلَّت هذه المشكلة ، ومعنى حل المشكلة من وجهة نظر بياجيه ، أن تُعرض للطفل حالات جديدة تستدعي منه التفكير واستثمار معرفته وخبراته السابقة في اكتساب معرفة وخبرات جديدة وبشكل يتناسب مع عمره وخبراته والاعتماد على نفسه ، ويمضي قُدماً في المحاولة والتجريب ، وقد يُخطئ ، ولكن علينا إرشاده وتوجيهه .
وعند مواجهة مشكلات الحياة اليومية يحاول الطفل أن يختار لنفسه أسلوباً في حل المشكلة التي ينطوي عليها الموقف ، علماً بأنه ليس من واجبنا كآباء ومعلّمين أن نعمل على تجنيب أطفالنا المشكلات وأن لا نحاول حلّها لهم ، فالتفكير ينمو إلى حدٍّ كبير من خلال مواجهة المشكلات ومحاولة التغلب عليها ، فالأطفال يكتسبون عن طريق معالجة مشكلاتهم المقدرة على مواجهة المواقف الجديدة ، وحين يتخذون قراراتهم الخاصة ويرتّبون شئونهم بأنفسهم يكتسبون بهذا شعوراً بالقدرة والكفاية واحترام الذات ، بل ينمو عندهم قدرة على التفكير الابتكاري أو الإبداعي ؛ لذا ، يجب أن يتدخل الآباء والمعلمون فقط بالتوجيه والإرشاد لا بالقيام بحلّ مشكلاتهم