Résumé:
كانت حصص الدروس الخصوصية موضع جدال بين مؤيد و معارض لها، فالبعض يرى أنها في خدمة التلميذ أو الطالب لما توفره له من توسيع المكتسبات و إثرائها و دعمها،. والبعض الآخر يرى فيها مضيعة للوقت على حساب جهد التلميذ و قدرته على التحمل.
كانت هذه الظاهرة مقتصرة على تلاميذ الأقسام النهائية لإيجاد حصص دعم في بعض المواد الأساسية المناسبة لكل تخصص استعدادا لاجتياز امتحان البكالوريا، ثمّ انتقلت هذه الظاهرة إلى المستويات التعليمية الأخرى من التعليم: المتوسط و الابتدائي، و أصبحت تنجز بكل حرية من طرف الأستاذ أو المعلم سواء في اختيار المضمون، المكان أو الزمان.
يعكس انتشار الدروس الخصوصية بشكل مذهل و محيِّر خلال السنوات العشر الماضية، مدى فشل المنظومة التربوية و الإصلاحات الجارية التي صارت في قفص الاتهام. فعندما نعود قليلا إلى الوراء نجد أنّ جيل المدرسة القديمة لم يكن يساعد نفسه بالدروس الخصوصية، و مع ذلك فإنّه خلق الاستثناء بالمستوى العلمي. غير أنّ جيل الإصلاحات انتشرت معه ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل رهيب، فهل يعود إلى تدني مستوى الطلبة؟ أم أنّ الأساتذة يبذلون أقل جهد في شرح الدروس حتى يدفعوا بالطلبة و التلاميذ إلى دروس دعم بمقابل مادي؟ أم أنّ الإصلاحات يشوبها الغموض و تتحمّل مسؤولية انتشار الظاهرة.