Résumé:
تسعى هذه الدراسة إلى مناقشة موضوع النقد الثقافي الذي يروم إلى الكشف عن الأنساق المضمرة
المنغرسة في ثنايا النصوص والخطابات متولدا عن مناهج سابقة تنطوي جوانب قصور أفضت إلى أفولها سعيا منه
ا تلك المناهج، ولا شك في أن النقد الثقافي قد ف رض نفسه على للخروج عن القوقعة والانغلاق التي اتسمت
الفكر العربي المعاصر بطريقة أو بأخرى في السنوات الأخيرة، وقد أصبح له آثاره اللافتة في مجالات العلوم
الإنسانية المختلفة، والمؤكد أن ظهور هذا النقد في الساحة العربية مدين بالكثير للعديد من النقاد العرب الذي
ايات القرن الماضي، فنظرا شغل حيزا مهما وأساسيا في أعمالهم النقدية وهذا منذ نشأته في العالم الغربي مع
للأهمية والمكانة التي مثلها في الساحة العربية جاء موضوع هذا البحث للحديث عن التطبيقات العربية لهذا اللون
النقدي الجديد، إلا أنني لم أتناولها بصفة كلية وإنما خصصت الحديث عن تجربتين نقديتين عربيتين هما: "عبد الله
الغدامي" الذي أقر أغلب النقاد بأنه السباق في تناول مثل هاته الدراسة في نقدنا العربي، و"يوسف عليمات"
ا مع الذي كان له الدور البارز في الممارسة النقدية الثقافية، وذلك من أجل القبض على الكيفية التي تعاملا
ا كل من "الغدامي" و"يوسف عليمات" من المناهج النصوص والخطابات متسائلين عن الطريقة التي أفاد
الغربية، وكيفية استخدامهما لهذا المنهج والمرتكزات التي تنبني عليها دراستهما وما أهم التغيرات التي أحدثاها على
المصطلح النقدي لتلاءم قراءة الأنساق التي تتقن اختفاء والضمور تحت عباءة النصوص؟