Résumé:
لقد شهد الدرس اللغوي اتّساعا واسعا نظرا للاهتمام به إذ انفتحت آفاق اللسانيّات على مجالات وحقول لم تطرقها من قبل، فنجد أنّ العقد السابع من القرن العشرين شهد منعرجا جديدا في الفكر اللغوي الحديث والمتمثّل في بروز مصطلح التداوليّة وفي هذا الإطار نجد حقل الدراسات التداوليّة، هو حقل معرفي جديد جاء كردّ فعل على البنيويّة التي أهملت المعنى عامّة والكلام خاصّة، فالتداوليّة أولت أهميّة بالغة بالجانب الاتّصالي أي أعادت الاعتبار للكلام والأداء من خلال دراسة اللغة في علاقتها مع مستعمليها.
وتعتمد التداولية في دراستها للغة على محاور وقضايا أهمها: السيّاق والحجاج والاستلزام الحواري وأفعال الكلام وهذه الأخيرة هي الفكرة الأولى التي نشأت منها التداوليّة، والحديث عن التداوليّة يحيل مباشرة إلى أفعال الكلام التي هي أغراض بتعبير علمائنا القدامى، كما يعدّ أوستين أوّل من أرسى معالم التداوليّة، ثم أتى سيرل بتعديلات جديدة لتطويرها كما نجد أنّ علمائنا القدامى (النحاة والبلاغيّون) تناولوا دراسة الأفعال الكلاميّة ضمن مباحث نظرية الخبر والإنشاء وكان الكثير منهم على وعي بالجانب التداولي