Résumé:
لقد شهد العلم منذ مطلع القرن العشرون ثورة علمية وتكنولوجية في مختلف العلوم والمجالات، مما جعل العالم يشهد تغيرات كثيرة بسبب ما توصلت إليه هذه العلوم والتكنولوجيات من نتائج، ولم تكن اللغة بمنأى عن هذا التغير فقد أنتج العلوم والتكنولوجيات العديد من المخترعات والكلمات والمصطلحات، وبما أن المعجم هو المرجع الجامع لمفردات اللغة، أردنا أن نبحث في مدى تضمين المعجم ومواكبته لهذه التغيرات من خلال الخوض في هذا البحث ومحاولة التوصل إلى حل الإشكالية الرئيسية التي مفادها ما مدى توفّر المعجم العربي المعاصر على المفردات التكنولوجية في المعجم العربي الأساسي كونها معيارا عاكسا للعصرنة؟ فقمنا بوضع بنية قاعدية للمعجم من خلال ضبط المفاهيم البحثية، وبيان علاقة المعجمية بالعلوم والتخصصات سواء كانت العلوم لغوية أو غير لغوية، والوقوف على مظاهر الصناعة المعجمية من ناحيتي الشكل والمضمون. وللوقوف على مدى توفر المعجم العربي الأساسي على المفردات التكنولوجية قدمنا دراسة إحصائية لمفردات باب - الباء -كعينة للدراسة وتصنيفها إلى مختلف العلوم من أجل ضبط نسبة توفر هذا الباب على المفردات التكنولوجيا مقارنة مع بقية العلوم، كما وقفنا على تطور الإخراج الشكلي مقارنة بالمعاجم الغربية، وافتقاده إلى الإخراج الإلكتروني والتجديد الشكلي، أما من ناحية التجديد على مستوى المضمون فقد وقفنا على مدى خضوع المعجم للتحيين في مادته وتقييم مفردات المعجم من ناحية شيوعها في الاستعمال من عدمه، وكذا تعمقه وتشعبه في شرح المادة المعجمية.
وقد توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى إن 'المعجم العربي الأساسي' معجم تواصلي بالدرجة الأولى يفتقر إلى المواد العلمية والتكنولوجية، وتخلفه على مواكبة مستجدات العصر بسبب غياب التحيين والتجديد المستمر، وكذا سطحية وغياب العمق والتشعب في شرح المادة المعجمية.