Abstract:
يتطرّق هذا البحث للأصل الأول من أصول النّحو: السّماع الذي اعتمده أوائل النّحاة العرب في التّقعيد للعربية، ويبحث في العلاقة بينه وبين الشّاهد النّحوي في الدرس النّحوي العربي محاولا إثبثات علاقة الكل بالجزء، حيث يوضح أن الشاهد عيّنة محدودة من مجمل المسموع، كما يتطرق لمزاعم المستشرقين بخصوص القصور في الجهود النّحوية العربية بناء على هذه العلاقة، من خلال البحث في طبيعة المادة اللغوية المسموعة من طرف أوائل النحاة، ومن خلال البحث في مدى مصداقية الرّواية العربية التي اعتمدت في عملية جمع هذه المادة، وأخيرا من خلال البحث في المنهج الاستقرائي الذي اتبعه أوائل النحاة لدراسة هذه المادة اللغوية المجموعة، والتأسيس لقواعد اللغة العربية، ومنه فهذا البحث يبحث في مدى علميّة عمليّة التقعيد للعربية بناء على طبيعة العلاقة بين المسموع والشّاهد، ليصل في الأخير إلى دحض مزاعم المستشرقين وإثبات سعة المدوّنة العربية، وصدق المروّيات المأثورة عن جمّاع اللغة العربية، وسلامة المنهج الاستقرائي المتبع في عملية التقعيد اللغوي وشموليّته نسبيا، وذلك من خلال التطبيق على الجزء الأول من "معاني القرآن" للفرّاء