Résumé:
يتناول موضوع الدراسة "لسانيات الخطاب عند العرب، عبد السلام المسدي أنموذجا":
يسعى هذا البحث إلى الوقوف على جملة من المحطات التي تخذمه، فكان ضبط المصطلحات ضرورة حتمية لإزالة الغموض عن موضوع بحثنا، فهذا يعطي القارئ إدراكا مبدئيا به.
إنّ بدايات الإهتمام بلسانيات الخطاب عند العرب كان مند القدم من أجل فهم الخطاب القرآني فدرسوا أصغر بنية وهي الجملة وألفوا فيها أبحاثا عديدة، فتأسست بذلك حركة فكرية بفضل لغويين وبلاغيين ومفكرين متمرّسين يضعون كل شيء موضع البحث والدراسة، ليعرف الدرس اللغوي العربي تطورا كبيرا ونضجا واضحا ذلك أنهم انتقلوا من دراسة الجملة كوحدة صغرى إلى دراسة الخطاب كوحدة كبرى متماسكة الأجزاء فضبطوا أهدافه ومنهجيته العلمية، كما عالجوا مختلف القضايا التي تصب كلها في مجال لسانيات الخطاب، وهذا يدل على الزخم المعرفي النثري للعرب.
وفي غمرة اللغويين والمفكرين العرب برز عبد السلام المسدي في ساحة الفكر العربي كونه ملم بمختلف المعارف، ومن خلال ما خلفه من مؤلفات تتجلى بوضوح خصوصية فكره الذي هيمن عليه الفكر اللساني والنقدي والذي نجده قد توسع في دراسته للسانيات كما أكد على حاجة الخطاب لها والعلاقة الحتمية بينهما فنجد فكره قد تجاوز المألوف وكسر الحواجز التي عهدها القارئ العربي وهذه كانت الغاية من اتخاذه أنموذجا لموضوع بحثنا.
