Résumé:
يعد فن التراجم من أسمى وأرقى الفنون الأدبية التي تترجم حياة الأشخاص وتذكر أحداث ومراحل حياة شخصية هامة أو مشهورة، فيلجأ الكاتب لترجمة تلك الشخصية المشهورة، وذكر مراحل حياتها إلى غاية وفاتها، وهذا الفن برز منذ القدم وبدأ نوره يشع وبزغت شمسه، وطور الكتّاب في هذا الفن وبدأ المؤلفات في مجال فن التراجم تكثر، حيث بدأ المؤلفون يكتبون فيه ومن بين هؤلاء الكتاب نجد "عماد الدين الأصفهاني" الكاتب والشاعر الذي جاء لنا بكتاب قيم ترجم لنا فيه لعدة شعراء ألا وهو كتاب "خريدة القصر وجريدة العصر" وعنوانه يبعث فينا الرغبة في اكتشاف أسراره وخباياه ويبث فينا الحماسة لمعرفة كنوز الأدباء الذين اشتهروا في الماضي ويعتبر موسوعة ثقافية جمع فيه أدباء عصره وعصر آبائه وأعمامه من العصور السالفة الماضية وكانت الغاية من تأليفه لهذا الكتاب هو تخليد ذكرى أولئك شعراء كما خلدوا ذكرهم لعمه ومدحه.
تطرقنا في بحثنا هذا الذي كان بعنوان "فن التراجم في خريدة القصر وجريدة العصر" لعماد الدين الأصفهاني (قسم شعراء المغرب والأندلس) الذي ذكرنا فيه مقدمة ثم مدخل أتبعناه بفصلين الفصل الأول عرفنا فيه فن التراجم مع ذكر نشأته وتطوره وكذا علاقة فن التراجم بفن التاريخ وخصائص هذا الفن، أما الفصل الثاني فقد ذكرنا فيه منهج العماد في ترجمته للشعراء من خلال جمعه للمادة، وكذلك ذكر أبواب الخريدة وكذلك ذكر الطبقات التي ترجم لها العماد، وكذلك كيفية تقسيمه للتراجم على حسب الدول أو المناطق أو البلدان وأخيرا ذكرنا خصائص فن التراجم في خريدة القصر وجريدة العصر، وأنهينا هذا الفصل بذكر خاتمة أتبعناها بملحق يبين الشخصيات المذكورة في الجزء الأول والثاني من الكتاب وأتبعناه بذكر قائمة المصادر والمراجع.
وبالتالي كانت هذه عبارة عن الفصول التي ذكرناها في هذه المذكرة وبينا فيها براعة العماد الأصفهاني في الترجمة لأولئك الكتّاب والشعراء الذين لمعوا في عصره وجاء لنا بكتاب زاخر بألوان التراجم وشعراء تلك الحقبة الذين لو لم يدونهم الأصفهاني لغاب عنا الكثير منهم