Résumé:
يمثل السرد ما بعد الحداثي أول حالة وعي حضاري في النقد العربي، فهو على نحو ما ينبئ بانتقال العقلية العربية خاصة و العقليات الأخرى عامة، إلى طور جديد يتسم بتشخيص تجربة غنية توحي بوعي الناقد الحديث.
والواقع أن مثل هذه الخصوصية جعلت نهاية القرن الماضي تشهد بداية التجارب النقدية المتغيرة في الرواية العربية وفي هذا البحث حاولنا النهوض بالقراءة والتقصي في آليات السرد ما بعد الحداثي والمتمثل هنا في رواية " فأرة المسك " لكن برؤية من زاوية نظر الناقد المغربي والفيلسوف المتشبع بالثقافة الغربية وما قدمه من خلال منهجيته التي ترتكز على منهج مخضرم جمع بين الوصف والتحليل والسرد .....
مكونات هذا البحث الذي كان مركزا على الطابع الروائي "للميلودي شغموم" رواية مغربية بأبعاد غربية مهيمنة على مقتطفات السرد الحداثي وما بعد حداثي بالانتقال من مرحلة زمنية إلى أخرى، من مكان إلى آخر من شخصية حقيقية إلى أخرى خيالية ومن اللغة العربية إلى العامية من الأبيض إلى الأسود ومن الطاهر إلى النجس والربط بين مرحلة وأخرى، كان من خلال التجديد في كل مرة داخل هذا الصرح الأدبي الذي جعل منه نقديا بامتياز.
وهذا البحث في جملته يهتم بالتركيز على جماليات الرواية و الارتباك الذي حل فيها، دون تجاوز الأثر الذي تركته هذه الرواية في تكوين علاقة تفاعلية بين القارئ والمتلقي والراوي، والربط بين مفاهيم ومصطلحات تدور حول العملية الاختزالية التي تقوم بها ما بعد الحداثة في تنشيط حملات تحسيسية لتحريك جميع ميادين الحياة عامة وميدان النقد خاصة.