Résumé:
تعدّ البلاغة من علوم اللغة التي نالت رواجًا في أوساط الباحثين والدارسين، فقد كانت دعامة أساسية للدرس العربي القديم مثّلت عالما للاتصال، نظرا لارتباطها باستعمالات اللغة وما ينتج عنه من أساليب تخرج إلى أغراض تفهم من المقام، ومما زاد في قيمتها هو ارتباطها بمقصديّة الدّفاع عن النّص القرآني و الانتصار له.
فـــــفكرة السياق (المقام) كانت محورًا من المحاور التّي اهتمّ بها الدّرس البلاغي العربي، وهي الأساس الذّي ينبني عليه الوجه الاجتماعي من وجوه المعنى، أي الوجه الذّي تمثل فيه العلاقات و الأحداث و الظّروف الاجتماعية السائدة ساعة أداء المقام، ومنه جاءت العبارة الشهيرة المتداولة " لكلّ مقام مقال".
و يعدّ السيّاق من أهم المباحث التي اهتم بها البلاغيون القدامى و اللّسانيون التداوليون المحدثون؛ فهو من ثمرات اللّسانيات، لأنّ الهدف المرجو من علوم اللغة جميعًا كان من أجل الوصول إلى المعنى و تحقيق الغايات، والسياق كان المُعين على إظهار دلالات الألفاظ