Résumé:
تضمنت العديد من النصوص الروائية العربية مشاهد تصور العلاقة بين الأنا والآخر، ولا سيما نصوص الكتاب الذين عايشوا الغربة وكانوا الأقرب إلى الحدث، وكانت رواية 'غربة الياسمين' ل"خولة حمدي" من النماذج التي رسمت بعناية فائقة معاناة المثقف العربي المسلم في البلاد الأوروبية وما يواجهه من عنصرية واضطهاد، وقد عمدنا في دراستنا هذه إلى استنطاق ذلك النص الروائي واستخراج الأنماط السائدة في علاقة الأنا الشرقي المسلم بالآخر الغربي، وأهم المواقف التي يتخذها كل طرف من الآخر وفق الانطباع السائد في ذهن كل منهما عن الآخر، ولهذا جاء عملنا وفق منهجية محددة قمنا من خلالها برصد صورة كل من الشرق والغرب في كتابات الآخر، والخلفيات التي أدت إلى قيام الصراع بين هذين الطرفين، كما حاولنا الكشف عن أهم الآليات الثقافية التي وظفتها الكاتبة في روايتها لتجسد لنا من خلالها طبيعة العلاقة بين الأنا المسلم والآخر الفرنسي، وبعد هذه الدراسة والبحث خلصنا إلى مجموعة من النتائج أهمها أن قضية الأنا والآخر شغلت ولا زالت تشغل حيزا كبيرا من أعمال الكتاب العرب، الذين تلبسهم هاجس الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، حيث عمدت الرواية إلى تصوير هذا الصراع متأثرة بالظروف السياسية والثقافية والاجتماعية التي ميزت المجتمع في تلك الفترة، وقد عالجت الرواية علاقة الأنا بالآخر من خلال أسلوب فني حداثي مزجت فيه الكاتبة بين الصور القديمة لهذه العلاقة ورؤية جديدة تقوم على الصراع الفكري والثقافي بين الطرفين داخل منظومة اجتماعية واحدة تعددت فيها الروابط وتنوعت، وقد عملت الكاتبة على تصوير مظاهر ذلك الاحتكاك بتقنيات سردية فيها الكثير من الإفادة من عالم الرواية، ما أضفى على روايتها مسحة جمالية وسمتا واقعيا.