Résumé:
عانت المرأة منذ القديم في العديد من المجتمعات الإنسانية، من الوضعية الدونية والنّظرة القاصرة في جميع مجالات الحياة ولحق هذا التهميش المجال الأدبي؛ حيث اتّضح من خلال رصد تاريخ الأدب العربي القديم، منذ العصر الجاهلي إلى غاية العصر العبّاسي أنّ ثمّة أدب رسميٌّ حظي بالاعتراف والاهتمام من قبل النّقاد والمهتمّين، وأدب مهمّش يعيش في الظّلِّ لا يحظى بأيّ حفاوة أو ترحيب، حتّى وإن حَمَلَ في طيّاته سمات الإبداع والأدبية، ولا يشُذُّ عنه الخطاب الأنثوِّيُّ، إذ عانى منذ القديم من التّهميش والإقصاء لأسبابٍ عدّة، دينيةٍ، اجتماعية، فكرية، أنثروبولوجية...، ففي مضمار الشّعر نجد نساء شاعرات مجيدات ومبدعات في شتّى أغراضه وموضوعاته، مثل الشّاعرة الأموية ليلى الأخيلية، التي تعد من أبرز الشواعر العربيات وأكثرهنّ جرأة، إذ زاحمت الشعراء الفحول وخاضت غمار الإبداع الشعري بكل تميز وتفرد، بعدما كان حكرا على الرّجل الفحل فقط.
لكن وكأيّ أنثى وبصفتها امرأة فقط، فإنّ الظروف كلّها كانت ضدّها، حيث تمّ تغييب إبداعها وحجبه عن متون أمّهات الكتب، ليضيع من إبداعها الشّعري الكثير، لذلك لا غرابة أن يغيب الخطاب الأنثوي عن السّاحة الأدبية قسرا على مدى قرون من الزمن.