Résumé:
ومن الواضح أنّ الشّعر العربيّ الدعاصر انصرف إلى الأسطورة، وكانت أسطورة الدوت والانبعاث قد عكست التّجربة الحضاريّة، وآلام الشاعر المعاصر نتيجة للنكبات التي مرّ بها الوطن العربيّ، والتّي زعْزَعَت كيانه فكان هذا التوظيف علامة على القلق الحضاري الذي أصبح الشاعر يعيشه.
ولا شك أنّ الشاعر المعاصر قد عالج في شعره هذا الهمّ الحضاري، وكان "السّياب" أحدُ الشعراء المعاصرين الذين جعلوا من أسطورة "الموت والانبعاث" ملاذا لهم، وهروبا من واقعهم، وكان لتًراجع الحضارة العربية ودَمارها الأثر البليغ على نفسيّة هذا الشاعر، فما كان منْه إلا أَنْ جَعَلَ من شعره انعكاس لتلك الحضارة التي أصبحت عجوزا عقيما، والمدينة المدنسة العَفِنة التي أصابتها ال لّعنة واغتصبها الاستعمار