Résumé:
أشرقت مدينة بغداد في التاريخ الإسلامي» ورسمت معالم التاريخ والحضارة على مرّ العصور» حيث تعد
المدينة المنورة بحق أكبر تجربة معمارية قام بإنجازها العرب المسلمون في تاريخ الدولة العباسية؛ كما أنّها حملت معاني الأصالة والعراقة والتراث التاريخي الذي ظلَ مستمًا حت الآن» وشهدت هذه المدينة ألوانًا مختلفة في مجال العلوم والآداب والحياة الاجتماعية والثقافية»؛ فازدهرت بغداد وتطورت؛ ويرجع الفضل إلى اهتمام الخلفاء بالشعراء والكتَّاب والترجمة؛ فأنشأت المدارس ودور الثقافة والعلم.
وكان الشعر لسان المجتمع العباسي ووسيلته؛ يِعبَرٌ عمَّا يعتريه من أحاسيس» ويصور ما يجري من أحداث وتطورات في مجالات الحياة المختلفة» فمن الشعراء الذين برزوا في القرن الثالث للهجرة نجد
أبي تمام وأبا العتاهية وابن الرومي...» هذا الأخير قد تناول مظاهر الحياة في المجتمع البغدادي بصفة خاصة والعباسي بصفة عامة؛ وصور هذا المجتمع تصويرا جذابا مُلمًّا بمختلف مظاهر الحياة التي كانت بارزة آنذاك.
وقد وقع اختيارنا على موضوع "مظاهر الحياة في مدينة بغداد إبان العصر العباسي من خلال شعر ابن
الرومي"» ففي شعر ابن الرومي الذي برع فيه وأبدع في تصوير مظاهر الحياة المختلفة في بغداد» وأتقن وصف هذه المظاهر بصيغة فنية واعية.