Résumé:
تعد الرواية من أبرز الأشكال السردية التي ظهرت في الساحة الأدبية، إذ نجحت في احتلال المقام الأول في المجال الأدبي، وذلك لاتصالها بالواقع المعيش، فهي بمثابة سجّل ملؤه شواغل المجتمع وتطلعاته فكانت بذلك الوعاء الذي يتوعب هموم الناس كافة بنوع من المهارة والقائمة على التخيل ما أكسبها قيمة جمالية تميزها عن غيرها
ومن ثم فقد كانت الرواية العربية عموما، والجزائرية خصوصا ولا تزال في بحث مستمر عن تقنيات وأساليب جديدة تضفي عليها جمالية سردية، ولا ريب أنّ هذه الأخيرة تتمظهر من خلال كفاءة الكاتب وقدرته على خلق مادة روائية متميزة، وسردها بطريقة تشد القارئ وتدهشه.
والحديث عن جمالية البنية السردية، هو حديث عن جمالية تقنيات السرد المختلفة، من زمان وفضاء
وشخصية، والتي أضحت في تط وّر مستمر أضفى على النص جماليته وخصوصيته، ولرغبتنا الشديدة في متابعة هذا
الموضوع ارتأينا دراسة رواية جزائرية وهي رواية "رماد الذاكرة المنسية" للأديب والكاتب "مصطفى بوغازي" لما
تزخر به من قيم فنية راقية، وهذا ما جعلها تتميز بنوع من الفرادة في توظيفها لكل من الفضاء والزمن والشخصية
ولعلّ من أسباب اختيارنا لهذا الموضوع دون غيره ميولنا إلى السرديات بصفة عامة، والرواية بصفة خاصة ورغبتنا
في دراسة رواية "رماد الذاكرة المنسية" التي لم تأخذ في تصورنا حقها من الدراسة والبحث، كما لا ننسى
مسعانا في هذه الدراسة وهو الكشف عن ما قد تكتنفه هذه الرواية من جماليات وفنيات سردية متميزة.