Résumé:
طرحت الحضارة الإسلامية نماذج علمائية ذات قيمة عالمية ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة الإنسانية بصورة عامة، في جميع المجالات العلمية والانسانية، ولا شك ان وراء هذا الإنجاز الكبير دورا تدريسيا وتعليميا كان على مستوى عال من الجودة، وهو ما ساهم بشكل حاسم في هذا التأثير، غير أن عدم الاهتمام بهذا الجانب التدريسي الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية من طرف الباحثين، يشكل نقصا كبيرا ينبغي ملأه، حيث يشكل أساسا لاستيعاب النماذج التدريسية الجامعية الغربية التي نراها الآن، وهذا لمواءمتها مع النموذج الإسلامي الذي تميزت به المجتمعات الإسلامية في عصور ازدهارها. وتهدف هذه الورقة إلى البحث التأصيلي عن أهم معايير الجودة التدريسية التي كانت سائدة في عصور ازدهار الإسلام، حيث لا تسعى إلى مجرد السرد لأهم هذه الخصائص والمعايير، بل إلى الوصول إلى أهم ما تميزت به هذه الحضارة من خصائص تدريسية ومعاييرها في الجودة التدريسية، وهو ما سيمكن من الوقوف على اسباب الإزدهار العلمي لها، وتسعى الورقة للوصول إلى هذا الهدف من خلال بحث عديد جوانب العملية التدريسية الجامعية الإسلامية، كخصائص الفضاء التعليمي الجامعي الإسلامي الزمانية والمكانية، وكذا العلاقة بين الطالب والأستاذ في بعض المدارس التعليمية، والمسارات التعليمية للطالب، والمحتوى المعرفي.