Résumé:
إن التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم في كل مجالات الحياة أفرزت تحولات جدرية مست مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفي ظل هذا التحول سعت المؤسسات إلى تحقيق كل ما تضعه من أهداف مستخدمة في ذلك كافة الامكانيات والموارد المتاحة،لذا ازداد توظيف الموارد البشرية بأعداد هائلة، كما عملت المؤسسات على تطوير وسائل الانتاج وتغيير أساليب العمل من أجل تحقيق أهدافها، وبما أن الفرد هو المورد الأساسي الذي تعتمد عليه المؤسسة هوما جعلها تسعى على اختلاف أنواعها للاهتمام ببيئة عمله لاسيما من الجانب المعنوي لأن الجانب المادي وحده لم يعد يكفي لشعور الفرد بالارتياح والاستقرار في العمل، كما تحرص المؤسسات على الحفاظ على العلاقات الطيبة وترسيخها بين العمال من أجل خلق نوع من الانتماء والولاء اتجاه مؤسساتهم، وذلك لما له من أهمية وأثر على سير العمل لتحقيق أهداف المؤسسة.
وقد ازداد الاهتمام بدراسة بيئة العمل الداخلية في السنوات الأخيرة نظرا لما لها من ارتباط مباشر fسلوك الأفراد، حيث أكدت العديد من الدراسات في هذا الموضوع على تأثير بيئة العمل الداخلية على أداء العمال واستقرارهم، ففهم بيئة العمل قد أصبح الأسلوب الأمثل في التعرف على المؤشرات ذات الأثر المباشر في سلوك الفرد ودوافعه وأدائه والوسيلة الرئيسية في تحقيق استقراره ، وذلك باعتبار الاستقرار المهني من أهم المتغيرات التنظيمية التي تؤثر على مردودية المؤسسة، فالإشباعات التي يحصل العامل في عمله تخلق لديه إحساس بالرضا والراحة النفسية وتكون لديه اتجاهات إيجابية نحو عمله ونحو المؤسسة التي هو جزء منها.
ولهذا تم اختيارنا لموضوع بيئة العمل الداخلية وعلاقتها بالإستقرار المهني بشركة ميناء جن جن العالمي بولاية جيجل.
وقد حاولنا في هذه الدراسة تقصي موضوع البحث من مختلف الجوانب حيث قسم إلى ستة فصول.