Résumé:
شهدت السنوات الماضية طفرات متلاحقة في تكنولوجيا وسائل الاتصال وتغيرت معها قدرات الأفراد في التعامل مع هذه التكنولوجيا نحو المزيد من السهولة واليسر، بحيث لم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكرا على المختصين فقط، بل أصبح متاحا لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية، وشكل الشباب النسبة الكبرى في سهولة التعامل مع التكنولوجيات الحديثة والأكثر تفاعلا معها.
حيث مست كافة الميادين ومجالات الحياة العلمية والعملية وبدون استثناء لتمس الجانب التسويقي وتحدث فيه تغيرات لم يسبق له من قبل.
ومن هنا ظهر نمط تسويقي جديد يعرف بالإشهار الإلكتروني الذي يتم فيه عرض وتوزيع المنتجات والخدمات عبر شبكة الانترنت، وفي ظل تزايد السلع والخدمات المعروضة في الأسواق المحلية والعالمية من جهة وتزايد مستوى وعي وإدراك الجمهور المستهدف وتنوع حاجاته ورغباته من جهة أخرى.
وجد الفرد نفسه محاصرا بهذا الكم الهائل من الإشهارات والمغريات التسويقية التي تحاول التأثير على احتياجاته التي يريد إشباعها وكذلك سلوكياته.
وتكمن أهمية هذه الدراسة من أهمية الشريحة التي دارسناها وهي فئة الشباب الجامعي" الطلبة الجامعيين" فهي أكثر الفئات استخداما لتكنولوجيا الإعلام والاتصال" الإشهار الإلكتروني".
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة من خلال التساؤلات الآتية:
1- ما مدى إقبال الطالب الجامعي على الإشهار الإلكتروني؟
2- فيما تتمثل الإشباعات التي يحققها الإشهار الإلكتروني لدى الطالب الجامعي؟
3- ما هي درجة ثقة الطالب الجامعي في الإشهار الإلكتروني الذي يتصفحه؟
4- ما مدى مساهمة الإشهار الإلكتروني في ترشيد النفقات لدى الطالب الجامعي؟
وبما أن هذه الدراسة تسعى على التعرف إلى مدى تأثير الإشهار الإلكتروني في تنمية الثقافة الاستهلاكية لدى المستهلك الجزائري فإن المنهج الملائم هو المنهج الوصفي، أما الأداة الأنسب لعينة الدراسة هي أداة الاستمارة الإلكترونية، وهي الأداة الأكثر ارتباطا بالمنهج الوصفي الذي نعتمده في الدراسة.
أما مجتمع البحث فتكون من طلبة الإعلام والاتصال وقد تكونت العينة من 86 طالب تم اختيارهم بطريقة العينة القصدية من طلبة الليسانس والماستر.
وبإتباع الخطوات المنهجية العلمية المتفق عليها في الأوساط البحثية تم جمع مجموعة من المعلومات الميدانية التي تمخضت عنها جملة من النتائج والحقائق التي قادت إلى الإجابة عن تساؤلات الدراسة التي انطلقنا منها.
نذكر أهم هذه النتائج المتوصل إليها:
- أن أغلبية الطلبة الجامعين لا يتعرضون للإشهارات الإلكترونية التي تعرض على شبكة الانترنت بشكل دائم وإنما أحيانا.
- أن معظم الطلبة الجامعين يتابعون الإشهارات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا بسبب ارتباطهم الوثيق بها.
- أن خاصية التفاعلية مهمة جدا في الإشهار الإلكتروني حسب رأي غالبية الطلبة.
- أن أغلبية الطلبة الجامعيين لا يضعون ثقتهم الكاملة في الإشهارات الإلكترونية.
- كما توصلت الدراسة أن أغلبية الطلبة الجامعيين يوافقون على فكرة مساهمة الإشهارات الإلكترونية في تغيير الثقافة الاستهلاكية لدى المستخدم الجزائري.
وما يمكن الإشارة إليه في الأخير أن نتائج هذه الدراسة تبقى خاصة بمجتمع الدراسة التي طبقت عليه، إلا أن هذا لا يمنع أن تؤخذ بعين الاعتبار في محاولة فهم تأثير الإشهار الإلكتروني على المستهلك الجزائري ودوره في تنمية الثقافة الاستهلاكية لديه.