Résumé:
كان ولا زال موضوع التربية الأسرية وظاهرة الغش من أهم المواضيع الراهنة التي أثارت جدلا بين العديد من المفكرين في هذه الحقبة الزمنية وذلك لتفشي هذه الظاهرة بدرجة كبيرة وفي نطاق واسع خاصة في ظل التغيرات التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة وتأثيرها على النظم القيمية وبصفة خاصة القيم الأخلاقية داخل الأسرة، سواء كان ذلك بشكل إيجابي أو سلبي وهنا يبرز دور الأسرة ومكانتها في انتقاء أفضل وأنسب الأساليب التربوية كالاهتمام والحماية والابتعاد عن الضغط والتسلط.
وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العلاقة الكامنة ما بين التربية الأسرية واستفحال ظاهرة الغش في المؤسسة التعليمية، ومعرفة مختلف الطرق والأساليب المستخدمة من طرف الوالدين في مراقبة ومتابعة أطفالهم وأيضا الأكثر انتشارا وتأثيرا على سلوكات الطفل ومحاولته الوصول إلى أهم الدوافع التي تعزز لدى التلميذ ممارسة سلوك الغش في الامتحان، ومن أجل ذلك تم الاعتماد على الفرضية الرئيسية التالية: "التربية الأسرية وعلاقتهاباستفحال ظاهرة الغش" وتندرج تحتها فرضيتان أساسيتين على النحو التالي:
-لغياب القيم الأخلاقية علاقة باستفحال ظاهرة الغش؟
- للأساليب التربوية الغير سوية علاقة بتبني ثقافة الغش؟
وتكمن أهمية هذه الدراسة أنها أتت في وقت تعاني فيه المدرسة الجزائرية من تفشي هذه الظاهرة في الصفوف الدراسية لأبنائها ومن خلال معرفة العلاقة الموجودة ما بين أساليب التربية الأسرية أو المعاملة الوالدية واستفحال ظاهرة الغش في المؤسسات التعليمية يمكننا إختيار الأساليب المناسبة التي تساعدنا في إنتاج منظومة تعليمية قيمة وذات مستوى جيد، وبغرض اختبار فرضيات الدراسة تم استعمال المنهج الوصفي التحليلي، أما العينة التي اخترناها فكانت عينة عشوائية قصدية وتضمنت 30 تلميذ(ة) من المرحلة الثانوية وقد اعتمدنا على الاستمارة كأداة لجمع البيانات، وبعد المعالجة الإحصائية للبيانات توصلت دراستنا للنتائج التالية:
- القيم الأخلاقية الأسرية ليست لها علاقة بإستفحال ظاهرة الغش في الامتحانات وذلك من خلال الإجابات التي تم توصل إليها من قبل المبحوثين وتشير بدورها إلى عوامل أخرى غير القيم الأخلاقية الأسرية كدافع لممارسة مثل هذه السلوكات.
- هناك علاقة ما بين الأساليب التربوية الغير سوية وتبني ثقافة الغش لدى الابناء في الإمتحانات فطبيعة الأسلوب المتبع من قبل الوالدين للتربية يؤدي بطبيعة الحال إلى تحديد نوع معين من السلوك لدى الأبناء.
وأخيرا قمنا بعرض بعض القضايا التي أثارتها الدراسة والتي تدفعنا إلى طرح المزيد من التساؤلات التي لا تزال تحتاج إلى إختبارها إمبريقيا.