تكنولوجيا الإعلام والإتصال وأثرها على القيم لدى الشباب الجامعي

Abstract

شهدت السنوات الماضية طفرات متلاحقة في تكنولوجيا وسائل الاتصال، وتغيرت معها قدرات الأفراد على التعامل مع هذه التكنولوجيا، نحو المزيد من السهولة واليسر، بحيث لم يعد استخدام هذه التكنولوجيا حكرا على المختصين، بل أصبح متاحا لمعظم الأشخاص على اختلاف مهاراتهم ومستوياتهم العلمية، وشكل الشباب النسبة الكبرى في سهولة التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والأكثر تفاعلا معها، بحكم القدر الكبير الذي يتقبل فيه الشباب تجربة أي جديد، فأصبح الشباب يلهث وراء هذه التكنولوجيا واعتبرها الماء الذي يشربه والهواء الذي يستنشقه، بحيث لايستطيع العيش من دون تلفزيون ولا هاتف نقال ولا انترنت، فقد أصبحت هذه الوسائل متوفرة لدى الشباب الجامعي بسبب انخفاض أسعارها، فأصبح من الطبيعي أن يحضى الشاب في مقتبل عمره بوسائل تكنولوجيا الإعلام، والاتصال فقد أصبح الشباب شغوفا بها سعيا لتعرف على الجديد الوافد إليه بشكل مبهر و شيق، و جذاب وبالتالي أصبح الشباب حائرين في الاختيار بين ما تقدمه تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والتي تؤثر عليهم وذلك من خلال تغيير سلوكهم الاجتماعي والتأثر بأفكار غربية تتعارض مع طبيعة المجتمع وقيمه لتخلق فجوة بين الشباب والمجتمع وتجعله يتبنى قيم جديدة وافدة من الغرب. وتكمن أهمية هذه الدراسة من أهمية الشريحة التي درسناها، وهي فئة الشباب الجامعي؛ فهي أكثر الفئات استخداما لتكنولوجيا الإعلام والاتصال. ويمكن تحديد مشكلة الدراسة من خلال التساؤلات الآتية: -ما هي دوافع إقبال الشباب الجامعي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال ؟ - ما هي الاشباعات التي يحققها الشباب الجامعي من استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟ - ما هي التأثيرات التي تحدثها تكنولوجيا الإعلام والاتصال على القيم الشباب الجامعي؟ - ما هي أساليب حماية المنظومة القيمية لدى الشباب الجامعي من مخاطر تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟ وبما أن هذه الدراسة تسعى إلى التعرف على مدى تأثير تكنولوجيا الإعلام والاتصال على الشباب الجامعي، ومدى انعكاس هذا الأثر على القيم، فإن المنهج الملائم هو المنهج الوصفي. أما الأداة الأنسب لعينة الدراسة هي أداة الاستمارة، وهي الأداة الأكثر ارتباطا بالمنهج الوصفي الذي نعتمده في هذه الدراسة. أما مجتمع البحث فتكون من طلبة كلية الأدب العربي واللغات الأجنبية، وقد تكونت العينة من 136 طالبا تم اختيارهم بطريقة العينة الطبقية، من طلبة ليسانس والماستر. وبإتباع الخطوات المنهجية العلمية المتفق عليها في الأوساط البحثية تم جمع مجموعة من المعلومات الميدانية التي تمخضت عنها جملة من النتائج، والحقائق التي قادت إلى الإجابة عن تساؤلات الدراسة والتي انطلقنا منها. نذكر أهم هذه النتائج: - أن أغلبية الشباب الجامعي تغيرت شخصيتهم بعد استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال وظهر هذا التغير في طريقة تفكيرهم وأسلوب كلامهم، واللباس، والالتزام. - أن معظم الشباب الجامعي يرى بأن تكنولوجيا الإعلام والاتصال غرست قيم جديدة لديهم وأغلبهم يرى بأن هذه القيم سلبية وإيجابية في نفس الوقت. - أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال عززت لأغلبية المبحوثين قيمة التفتح على الغير، التعاون الشجاعة، الصدق. - أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال كرست لدى الشباب قيم سلبية، والمتمثلة في الإدمان على السهر، التقليد الأعمى، والعزلة، والانطوائية، اصطناع شخصية افتراضية، وقطع صلة الرحم. - وقد توصلت بيانات الدراسة الميدانية أن استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال الغير سوي من قبل الشباب الجامعي طغى على الإيجابيات، أي أن المبحوثين الذين وافقوا على أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال كرست لديهم قيم سلبية أكثر من المبحوثين الموافقين على أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال عززت لديهم قيم إيجابية. - كما توصلت الدراسة أن الحفاظ على القيم من مخاطر تكنولوجيا الإعلام والاتصال يكون من خلال التمسك بالقيم والأخلاق ونشر الوعي داخل الجامعة.

وما يمكن الإشارة إليه في الأخير أن نتائج هذه الدراسة تبقى خاصة لمجتمع الدراسة التي طبقت عليه، إلا أن هذا لايمنع أن تأخد بعين الاعتبار في محاولة فهم تأثير تكنولوجيا الإعلام والاتصال على قيم الشباب.