رواية السيرة الذاتية

Abstract

إنّ الكتابة النثرية أخذت من الشعر خلال السنوات الأخيرة مشعل الإبداع والتأليف، بعد مخاض عصيب في طور التكوين، باحثة عن وجودها وكينوناتها، كفن قائم بذاته، فظهر هناك اهتمام غير مسبوق من النقاد ومبدعي الأدب بالسرديات الحديثة وأنواعها نحو: راوية السيرة الذاتية: والتي تعتبر فنا زئبقيا، يصعب ضبطه وتطبيقه نتيجة تنوع أساليبه وتعدد أشكاله. وتعد قضية تداخل رواية السيرة الذاتية مع الفنون الأدبية الأخرى من أهم القضايا التي فرضت وجودها في الساحة الأدبية، بل وأصبحت جدلية، يسلط عليها الضوء من قبل الأدباء والنقاد، وكما يمكن القول بأنّ مسألة التعالق والتداخل، جعلت بعض الدارسين يخلطون بين جنس الرواية والسيرة الذاتية، وباقي الأجناس الأدبية الأخرى نحو: المذكرات، اليوميات، الإعترافات.....لأنّه في اعتقادتهم أنّ كل فن أدبي يضم باقي الفنون الأدبية الأخرى. وضمن هذا المسار، يتجه هذا البحث إلى محاولة معرفة رواية السيرة الذاتية ومضامينها، وكذا كشف بل وتعرية التداخل بين رواية السير مع الفنون الأدبية النثرية الأخرى، وهذا من خلال "رواية غرفة الذكريات لبشير مفتي" حيث أنّ روايتها تتميز بتجارب مجزئة بين ماض غابر وحاضر يعيش لحظاته، ومستقبل يرسم فيه أماله وأحلامه.