Résumé:
يعتبر الشّعر من أجل الوسائل التي عبر بها الإنسان عن نفسه وحياته ومحيطه؛ نظرا لما يخرّن بين كلماته
من طاقات تعبيرية تتنوّع بحسب مشاعر وعواطف الشّاعر» والرّمز أحد وسائل التعبير التي شاع استخدامها في
الخطاب الشّعري العربي المعاصر» من أجل بلوغ الجمالية في التعبير وتوصيل الرؤى والتأثير في القرّاء بطريقة إيحائية؛
وتختلف الرّموز باختلاف مصادرها ومنابعهاء فهناك رموز طبيعية» ورموز أدبية وأخرى تاريحيّة» والرّمز الّيني أحد
أنواع الموز التي لحا إليها الشّعراء المعاصرون للتّعبير عن الأحوال التي تنتابم في ولعهم وحزنم وغربتهم» وَكُوا من
خلاله عوالم الغموض وارتادوا عميق المعانيء فالموروث الديني يزخر بالمعاني والدّلالات التي استطاع الشّعراء من
خلالها أن يحتزلوا ما يجري في الوطن العربي من أحداث ومواقف» و"عبد الوهاب البياتي" من أبرز الشعراء الّذين
لجأوا إلى الرمز الدّيني على اختلاف أنواعه» ووظفوه بما يخدم تحربتهم الشّعريّة سعيا منهم إلى بلوغ الحرّية لهم
ولأوطائهم.
وقد ارتأينا أن ينصب مجهودنا حول الرّمز الدّيني» لأنَ دواوين الشّعر الحديث لا تكاد تخلو من توظيفه؛
فكان بحثنا موسوما بعنوان "تحليّات الرّمز الدّيني في شعر "عبد الوهاب البياتي"» ديوان "بستان عائشة" أنموذجا
فكانت الإشكالية المطروحة في البحث تتمحور حول سمات الرمز الديني وتحليه في ديوان "بستان عائشة" وما
يؤديه من جالية في القصيدة؛ وبمدف الإحاطة بإشكالية البحث أثيرت مجموعة من التساؤلات أهمها:
- ما المقصود بالرّمز؟ ومتى كانت البدايات الأولى للتوظيف الرمزي في الأدب؟
- ما المقصود بالرّمز الدّيني؟ وماهي أنواعه؟
- ماهي الوظائف التي أذّاها الرمز الدّيني في الشّعر العربي الحديث؟
- كيف بَحلَى الرّمز التيني في ديوان "بستان عائشة"؟
- ماهي المنابع التي استقى منها "عبد الوهاب البياتي" الرّموز الآينية؟ وما مدى تأثيرها في شعره؟.
ومن أجل تأطير البحث تم وضع خطّة مكوّنة من مقدّمة؛ مدخل, فصلين؛ وخاتمة. فجاء المدخل تمهيدا
للموضوع,» يليه الفصل النّظري بعنوان "الرّمز الدّيني: مفهومه؛ أنواعه؛ وظائفه"؛ حاولنا من خلاله إعطاء العناصر
المختارة حقّها من التعريف والشرح والتمثيل» والفصل الثَانٍ كان تطبيقيا بعنوان "تجليّات الرّمز الدّيني في ديوان
"بستان عائشة"» استخرجنا فيه ما توصّلنا إليه من توظيف "عبد الوهاب البياتي" للرمز الدآيني بأنواعه»