Résumé:
الفن القصصي من أكثر الفنون الأدبية عرضة للتحولات والتغيرات كنتيجة للاهتمام الكبير والمتزايد به من طرف القارئين والنقاد على حد السواء» وذلك لكونه يتناول مختلف القضايا والمواضيع التي يتم معايشتها في الحياة اليومية. وتتعدد ألوانه وتختلف ما بين الرواية.. القصة متوسطة الطول. الحكاية والقصة القصيرة.
فهده الأخيرة تعد أحدث فنون النثر القصصي؛ وهي قطعة نثرية متوسطة الطول تنسج بأساليب واضحة وسهلة الفهم» ولقد تزايد الاهتمام بالقصة القصيرة مع تقدم الأعوام لتصل لعدد كبير من المتلقين نتيجة لتناولها لمختلف المواضيع المتعلقة بالواقع المعيشي لكل فئات المجتمع. وهذا ما أدى إلى توجيه الكتاب والروائيين أقلامهم صوب هذا اللون القصصي وإعطائه رعاية واهتمام خاص.
المتتبع لمسار القصة القصيرة الجزائرية يلاحظ أنها في بداياتها الأولى كانت خاضعة للقواعد الكلاسيكية؛ والتي تتحكم في كيفية بناءها ونسج أحداثهاء ومع توالي الأعوام والسنين أضحت القصة في حالة من الرتابة وغياب الإبداع والتجديد.
فحاول بعض الروائيين والقصاصين إضفاء لمسة إبداعية تسهم في عودة الروح لهذا اللون القصصي من جديد. فبدأت محاولات التجديد انطلاقا من الحرب العالمية الثانية. وتمت هاته المحاولات بالآداب الغربية. لكن سرعان ما تحولت إلى مختلف بقاع العالم مع بداية الستينيات؛ وهو ما عرف بمصطلح ل التجريب" :
رياح التجديد في القصة القصيرة امتدت للساحة الأدبية في الدول العربية التي كانت في ظروف سياسية؛ اقتصادية؛ واجتماعية متباينة؛ بحيث اختلفت حجم المحاولات من أجل تجريب أنماط وأساليب مستحدثة ما بين الجادة و القليلة. وذلك راجع لظروف كل دولة.