Résumé:
إنّ الإشتغال بكتاب الله سبحانه وتعالى شرف كبير، وفضل مبين يسرّنا كطلبة علم، أن نخوض غماره، ونمضي وقتنا بالبحث في آياته وكلماته، والتزوّد منه، فحوت هذه الصّفحات تقميشات جمعناها عن واحدة من أهمّ الظواهر الصوتية في القراءات القرآنية، ألا وهي ظاهرة الإمالة، من خلال ما تحمله من اختلافات صّوتية ودلالية حددتها السّياقات القرآنية أثناء الأداء، ووفقا للمواضع التي اتخذتها الأصوات في تجاورها وتقاربها، فهذا ما جعل القرّاء يجوّزونها ويعتمدونها في تخريجهم للنّص القرآني، وكان ذلك لغرض التيسير والتسهيل النطقي، فانصبت بذلك دراستنا حول الأحكام التّي أوجبها الإمام "ورش" لهذه الظاهرة من فتح وتقليل، والتّي تمحورت في خمسة أسباب تعلّقت في عمومها بالكسرة والياء، لتبرز الدلالات الصّوتية التّي آلت إليها الإمالة في مضامين آي الذكر الحكيم، والمحصورة في معاني: القرب والدنو، الانحراف والعدول، وبهذا تكون ظاهرة الإمالة من أهمّ المعايير المرتكز عليها في قراءة الكتاب العزيز، لما تحققه من انسجام بين الأصوات في الكلام.